تسعى الأفواج الكشفية، من خلال جملة النشاطات التي تقوم بها، إلى بلوغ الأهداف السامية للكشافة وتحقيق التنمية الاجتماعية، ويظهر ذلك من خلال الأعمال الخيرية والتطوعية التي تحرص عليها هذه الأخيرة، وفوج الفلاح الكشفي المتواجد بسطيف هو من بين الأفواج التي تعمل لأزيد من 23 سنة لتحقيق ذلك، وللتعرف أكثر على هذا الأخير، حاورت السياسي القائد عبد الرؤوف عنان، الذي شدّد على أهمية العمل الكشفي الميداني. بداية، متى تأسّس فوج الفلاح الكشفي بسطيف؟ - تأسّس الفوج سنة 1990 في بلدية سطيف ويندرج تحت لواء الكشافة الاسلامية الجزائرية وهو يضم 100 منخرط منقسمين على جميع الوحدات، ويؤطر الفوج عددا من القادة الذين يطبّقون البرنامج السنوي المتفق عليه من قبلهم ويحرص الفوج على تقديم التربية السليمة والصحيحة للأطفال وغرس حب الدين وحب الوطن وحب الآخرين في نفوسهم. وماذا عن النشاطات التي يقوم بها الفوج؟ - النشاطات التي يقوم بها الفتية رفقة القادة تنقسم الى شطرين، الأول في المجال الكشفي والثاني في المجال الخيري. بالنسبة للنشاطات الخاصة بالعمل الكشفي، فإننا نقوم بنشاطات كشفية تربوية هادفة تساعد على التنمية الفكرية والبدنية للطفل وتساعد على تهذيب النفس وغرس الأخلاق الحميدة فيهم والتي نذكر من بينها المخيمات التي نقوم بها خلال العطل وخاصة العطلة الصيفية والرحلات الى مختلف الولايات، وأيضا اللقاءات الأسبوعية التي يقوم بها أعضاء الفوج والتي نقوم خلالها بعدة نشاطات هادفة، وعلى غرار هذا، يقوم الفوج بالمشاركة في إحياء التظاهرات الوطنية والمناسبات الدينية. وفي إطار الاتفاقية التي عقدتها الكشافة الإسلامية الجزائرية مع إدارة سجن الأحداث، قمنا بعدة زيارات لهم حيث شاركناهم عدة نشاطات، منها المسابقات الفكرية والدورات الرياضية، إضافة الى حفلات إنشادية، كما نخصص لهم زيارات في المناسبات مثل الأعياد. أما فيما يخص الجانب الاجتماعي الخيري، فإننا نقوم بعمليات التشجير والتنظيف لمختلف الأحياء والشوارع بالولاية، كما أننا نساعد المحتاجين من خلال نشاطات تدخل ضمن البرنامج السنوي للفوج، منها قفة اليتيم وتتمثل في توزيع قفة تحمل ما تحتاجه الأسر المحتاجة التي فقدت المعيل ونقوم أيضا كل سنة بمشروع كسوة العيد للأيتام حيث قمنا بإنشاء متجر كشفي خاص بالأيتام، وذلك بالتنسيق مع فوج سعال بوزيد ، حيث تم استقبالهم هناك ومساعدتهم في اختيار ما يناسبهم من ألبسة، كما قمنا بتوزيع 62 كسوة على الأطفال المصابين بالسرطان، بغية مشاركة المرضى فرحة العيد. أما فيما يخص عيد الأضحى، فنقوم بجمع اللحوم وتوزيعها على العائلات المعوزة في سطيف، زيادة على هذا، فإننا ننظّم زيارات إلى المستشفيات ودور الأيتام والعجزة. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه النشاطات؟ - هدفنا هو تكوين الشباب لخدمة وطنه ومحيطه بتطبيق الطريقة الكشفية العالمية وفقا لديننا وتقاليدنا وتنمية القدرات الذهنية والجسدية لدى الشباب، وكذا تنمية الجانب الروحي والمدني. كما نعمل على تقوية وتطوير رابط الأخوة بين الشباب من خلال المشاركة في التجمعات سواء العالمية والوطنية وحتى الولائية. كما أننا نهدف من خلال النشاطات الخيرية التطوعية التي نقوم بها لخدمة الفرد والمجتمع والوقوف الى جانب إخواننا في أوقات الشدة، بهدف تنمية العمل الخيري والتطوعي والغاية كلها إرضاء المولى، عزّ وجل. من أين يتلقى الفوج دعمه المادي لمزاولة جل هذه الأعمال؟ - بخصوص الدعم المالي، نتحصل عليه من السلطات المحلية لولاية سطيف ولكنه قليل مقارنة بالمشاريع التي نعمل على إنجازها، كما أننا نتلقى دعما من قبل المحسنين الذين لا يبخلون في مد يد المساعدة لنا في الكثير من الأحيان. على غرار نقص الإعانات، هل من مشاكل تعيق عملكم الجمعوي؟ - إن افتقار الفوج لمقر يعد أكبر هاجس، مما يصعّب علينا التواصل وعقد الاجتماعات، ورغم هذا، إلا أننا نقوم بنشاطاتنا كاملة ويوجد كذلك بعض العراقيل الإدارية التي تقف في وجهنا في الكثير من الأوقات، حيث تمتنع الكثير من الإدارات عن منحنا التسريح من أجل المباشرة في نشاطاتنا، خاصة المخيمات. باعتبارك قائدا ماذا يمكنك قوله للشباب؟ - كما هو متعارف عليه، فالكشافة مدرسة نتعلم منها الكثير، أنا شخصيا استفدت ولازلت أستفيد منها وتعلمت، خلال تجربتي فيها، الكثير من الأمور، فهي تفتح للفتى مجالات عديدة وتعرفه بأمور كثيرة، فهي تربوية بدرجة الأولى وترفيهية وتصد عن كل ما يؤذي الشاب، فمن يخلص فيها ينهل منها الكثير. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الإعلامية الجميلة، وأتمنى أن نواصل في هذا الطريق من أجل خدمة الفرد والوطن، لأن هدفنا هو المساهمة في التنمية الاجتماعية والكشفية