قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت: 41). تأكيد أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت على الإطلاق من الناحيتين المادية والمعنوية، وهو ما أثبتته الدراسات المتأخرة في علم دراسة حيوانات الأرض. وذكر ابن كثير -رحمه الله- ما مختصره: هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله، يرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم في الشدائد، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه، فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت، فإنه لا يجدي عنه شيئاً، فلو علموا هذا الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء، وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه لله، وهو مع ذلك يحسن العمل في إتباع الشرع، فهو متمسك بالعروة الو ثقى لا انفصام لها لقوتها وثباتها. وجاء في تفسير الجلالين -رحمهم الله- بتحقيق وتعليق الشيخ محمد كنعان ما نصه: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء) أصناما يرجون نفعها (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) لنفسها تأوي إليه (وإن أوهن) أضعف (البيوت لبيت العنكبوت) لا يدفع عنها حراً ولا برداً، كذلك الأصنام لا تنفع عابديها (لو كانوا يعلمون) ذلك ما عبدوها.