شكّلت الأجنحة المقامة بالصالون الوطني الرابع للباس التقليدي، الذي افتتحت فعالياته بقصر المعارض المعبودة بسطيف، فضاء لإبراز مؤهلات الحرفيين الجزائريين وفرصة للتعريف بقدراتهم الإنتاجية المتنوعة التي تتمتّع بها مختلف مناطق الوطن في هذا المجال. وأكد عارضون لنماذج عديدة ومتنوعة في الخياطة والطرز التقليدي الأصيل وأزياء وألبسة نسائية ورجالية تميز تراث وعادات وتقاليد مختلف مناطق الوطن وتعكس الطابع الأصيل للمجتمع الجزائري من سطايفي وعاصمي وقسنطيني وتلمساني وقبائلي وشاوي أن هذه التظاهرة التي أصبحت بمثابة تقليد سنوي جعلت منها فضاء لتعزيز تبادل الخبرات فيما بين الحرفيين من شتى ربوع الوطن. كما اعتبروها مناسبة لعرض اللباس التقليدي للجمهور وإبراز تنوعه من اجل إيجاد فضاءات تسويقية جديدة تمكّن من التمسّك بهذه الحرفة والارتقاء بها عبر الأزمان كوسيلة للحفاظ عليها. وتهدف فعاليات هذه التظاهرة التي افتتحتها السلطات الولائية إلى الحفاظ على الطابع الأصيل للباس التقليدي الجزائري باعتباره رمزا للتراث الشعبي المميز لكل منطقة من مناطق الجزائر الواسعة وذلك من خلال ترقية المنتجات الحرفية والتقليدية وتثمين الحرف اليدوية. كما تعد بمثابة فرصة للتقارب والتعارف والاحتكاك ما بين 70 حرفيا يمثلون 27 ولاية من القطر الجزائري، قصد تبادل الخبرات فيما بينهم وفتح آفاق جديدة لعرض وتسويق منتجاتهم، حسبما أشار إليه رئيس غرفة الصناعات التقليدية بالولاية، عبد القادر حشاني. وسينظم على هامش هذا الصالون الذي سيتواصل الى غاية 1 أكتوبر المقبل تنظيم مسابقة لاختيار أحسن منتوج وأحسن جناح عرض، إضافة الى تكريم أكبر حرفي في السن يتم من خلالها منح جوائز تكريمية بإشراف من لجنة مشكلة لهذا الغرض. كما ستكون التظاهرة، وفقا للمنظمين، بمثابة فضاء مفتوح للحوار والنقاش بين الحرفيين والحرفيات وأعضاء لجنة التحكيم والتقييم يتم من خلاله تقييم الأعمال المعروضة وتقديم توجيهات متعلقة أساسا بالرقي بالزي التقليدي وسبل الحفاظ عليها باعتبارها ضمانا لمقومات الهوية الوطنية.