يشتكي سكان قرية غنية ببلدية قيقبة في ولاية باتنة، من عديد النقائص التي أرقت يومياتهم منذ سنوات، وبات بعضها كابوسا يأملون التخلص منه في أقرب الآجال، على غرار غياب الغاز الطبيعي عن المنازل، والتذبذب في التزود بالمياه الشروب، ناهيك عن الإنارة العمومية المنعدمة بشوارع وطرقات القرية، فيما تبقى المرافق الترفيهية والملاعب الجوارية مطلبا ملحا لشباب المنطقة. عبّر المواطنون عن استيائهم وتذمرهم من الوضعية التي يتخبطون فيها نتيجة حرمانهم من أدنى المرافق الضرورية، ما جعلهم يعيشون في عزلة شبه تامة، حسبما أدلوا به ل السياسي ، ففي ظل غياب الغاز الطبيعي، باتت قارورات البوتان لا تفارق منازلهم، رغم ارتفاع أسعارها خاصة خلال فصل الشتاء نتيجة الإقبال الكبير عليها، سيما وان المنطقة جبلية ومعروفة ببرودة طقسها، حيث أصبحت قارورة الغاز الواحدة لا تلبي كل المطالب، حسب المتحدثين، الذين أكدوا أن مدة استعمالها لا تتجاوز اليومين. ومازاد الوضع تأزما هو انعدام وسائل النقل التي تقلهم الى مقر البلدية من أجل اقتنائها، في ظل الغياب الأكبر لموزعي هذه المادة، حيث يجد بعض المواطنين أنفسهم مضطرين الى استئجار سيارة خاصة لقضاء حاجتهم خصوصا من لا يملكون وسيلة نقل، فيما يتكبد البعض الآخر مشقة التنقل سيرا على الأقدام او اللجوء الى وسائل النقل التقليدية، وسط ظروف مناخية صعبة. نقص المياه الشروب وغياب الإنارة العمومية أرق السكان وفي سياق ذي صلة، لا يزال سيناريو الانقطاع المستمر للمياه الشروب يتكرر مع كل المناسبات، خاصة الدينية منها، ليجدوا أنفسهم، في الكثير من الأحيان، مجبرين على اقتناء صهاريج المياه كاحتياط لأي انقطاع في ظل الحاجة الماسة لهذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها، فيما تعاني بعض المناطق النائية بالقرية من انعدام المياه نهائيا ما يضطرهم الى التنقل لمناطق مجاورة بغية الظفر بكمية ماء يسدون بها عطشهم، وأضاف ممثل القرية على لسان مواطنيه أن هذه النقائص ما هي إلا عينة صغيرة من المشاكل التي يتخبطون فيها، فالإنارة العمومية منعدمة على مستوى الطرق والأحياء، الوضع الذي فرض نوعا من حظر التجوال ليلا كما أن انعدام الاخيرة تسبّب، في الكثير من الأحيان، في وقوع حوادث مرور خطيرة خاصة بمحاذاة الطريق الرئيسي، مؤكدا في نفس الوقت أن معظم عمليات السطو على المنازل وسرقة المواشي أبرز أسبابها غياب الإنارة الريفية. ومن جهتهم، شباب المنطقة ومعظمهم طلبة جامعيون اشتكوا من انعدام المرافق الترفيهية بما في ذلك الملاعب الجوارية التي تضمن حقهم في تمضية أوقات الفراغ، ورغم توفر القرية على مركز ثقافي، إلا انه بات هيكلا بلا روح، حسب الشباب، نظرا لعدم توفره على العديد من التجهيزات التي تتلاءم واحتيجاتهم، كما أن غياب شبكة الهاتف والأنترنت جعلهم معزولين عن العالم الخارجي، حيث يضطر البعض منهم، خاصة المتمدرسون، الى التنقل الى بلدية عين آزال او بلدية رأس العيون من أجل إنجاز بحوثهم والتواصل مع أصدقائهم. تجدر الاشارة إلى أن سكان القرية رفعوا هذه المطالب الى الجهات الوصية في أكثر من مرة، وتحصلوا على وعدود شفاهية بقيت، حسبهم، بعيدة كل البعد عن تجسيدها في الواقع، لتستمر بذلك معاناتهم أملا في غد أفضل يحمل لهم الجديد.