تعالت الأصوات الدولية الرافضة لتنظيم منتدى كرانس مونتانا الذي تحتضنه المغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة، حيث تبرز مفارقة كبيرة بين تنظيم منتدى يدافع عن حقوق الإنسان والعدل بالتآمر مع المحتل المغربي على أراضي صحراوية محتلة يعاني مواطنيها من ويلات الإستعمار ويبحث عن حقه في تقرير وهو ما عدد من رؤساء الدول والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الإتحاد الإفريقي يدعو لإلغاءه باعتبار انتهاك صارخ للقانون الدولي، يحاول من خلاله النظام المغربي تبيض صورته الاستعمارية أمام الرأي العام الدولي، في وقت يعود فيه مبعوث الأممالمتحدة للمنطقة للتحضير للمفاوضات بعد أن أقرت الأممالمتحدة أن الصراع يتعلق باستعمار مغربي للأراضي الصحراوية. ودعا الرئيس الناميبي هيفيكيبونيي بوهامبا أول أمس خلال الحفل السنوي لتهنئة السلك الدبلوماسي المعتمد بويندهوك منتدى كرانس مونتانا إلى إلغاء طبعة 2015 المزمع تنظيمها بمدينة الداخلة المحتلة بالصحراء الغربية حسبما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية، وأكد بوهامبا أننا سنستمر في دعوة المملكة المغربية لاحترام وتطبيق لوائح الأممالمتحدة حول الصحراء الغربية من اجل السماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه الثابت في تقرير المصير . كما أشار رئيس الدولة الناميبي إلى أن بلاده تدعم دعوة الاتحاد الإفريقي إلى منتدى كرانس مونتانا من اجل إلغاء الندوة التي ينوي تنظيمها في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية. للتذكير أن الاتحاد الإفريقي قد دعا منتدى كرانس مونتانا إلى إلغاء اجتماعه بالداخلة المحتلة معتبرا هذا الاختيار بمثابة انتهاك صارخ للقانون الدولي. من جانبه كان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز قد أكد في رسالة وجهها للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن تنظيم المنتدى بالداخلة المحتلة يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي داعيا إياه إلى السهر على عدم مشاركة أي موظف من موظفي الأممالمتحدة في هذا المنتدى . كما اعتبر أن تنظيم هذا الاجتماع في هذا الوقت سيحول إلى مهزلة شعار ترقية عالم +أكثر إنسانية و عدلا+ و هو الشعار الذي تنوي المنظمة إعطاءه لنشاطاتها . من جانبها دعت منظمات صحراوية لحقوق الإنسان رئيس منتدى كرانس مونتانا إلى إلغاء تنظيم الطبعة المقبلة معربين عن دهشتهم من اختيار إقامة اجتماعها السنوي في منطقة معروفة على المستوى الدولي بالنزاع القائم بين جبهة البوليزاريو و المغرب و حيث توجد منذ 1991 بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء الغربية (مينورسو). و كان المجلس البيروفي للتضامن مع الشعب الصحراوي قد انتقد هو الآخر تنظيم طبعة كرانس مونتانا داعيا بلاده إلى عدم المشاركة فيها. وكما عبرت الحملة الدولية لمناهضة جدار الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية ، عن إدانتها الشديدة لتنظيم منتدى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة المحتلة شهر مارس المقبل ، مبرزة أنه سيقود لتشجيع المغرب على التمادي في احتلاله غير المشروع للصحراء الغربية وانتهاك الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي.
ودعت الحملة في بيان لها ، المنظمات والمؤسسات التي تنوي المشاركة في هذا المنتدى ، إلى الامتناع عن المشاركة فيه لأنه ليس من مصلحتها أن ترتبط باحتلال غير شرعي ووحشي لا يزال يستمر في انتهاك حقوق الإنسان الأساسية ويحرم شعبا بأكمله من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والحرية.