أكد نور الدين شويط، رئيس المرصد الجزائري لذوي الإعاقة في حوار ل السياسي ، على ضرورة تضافر الجهود لتحسين وضعية ذوي الاحتياجات الخاصة، باعتبارهم كغيرهم، لديهم كفاءات وإرادة قوية للعمل وتغيير أوضاعهم، مثمنا العديد من المشاريع التي قامت بها الوزارة الوصية لتحسين وضعية المعاقين وإدماجهم في المجتمع بصفة عادية. بداية، متى تأسّس المرصد الوطني لذوي الإعاقة؟ - تأسّس أول مرصد جزائري لذوي الإعاقة في 22 نوفمبر 2014 بقاعة التسلية العلمية بولاية سكيكدة كمقر مؤقت له بحضور ممثلين عن 26 ولاية من مختلف جهات الوطن الذين أجمعوا على وضع لبنة جديدة للمعوقين بالولاية في انتظار انطلاق أشغال تعميم التجربة عبر باقي ولايات الوطن. وقد اعتبره المجتمعون بأنه جد هام سيما وأنه جاء في وقت متميز تشهد فيه الساحة الوطنية حراكا على كل الأصعدة، كما أشار المشاركون خلال يوم التأسيس الى أهداف هذا المرصد التي تنوعت من الجانب الاجتماعي والثقافي والتربوي وكذا السياحي، لكن الهدف الأساسي هو الدفاع عن هذه الشريحة المهمّشة واندماجهم وترقيتهم في جميع المجالات، ليشرع مؤطرو هذه المبادرة في تكوين المكتب عن طرق إجراء انتخابات بحضور حوالي 300 شخص من مختلف الشرائح حيث أثمرت على تشكيل المكتب الرئيسي الذي يضم 15عضوت. وقد اختيرت من الولاية المضيفة كرئيسا للمرصد على أن ينتقل مقر هذا الأخير إلى الجزائر العاصمة مستقبلا. للإشارة، فقد استحسن جل الحاضرين هذا الإنجاز العظيم الذي سيرفع انشغالات هذه الفئة إلى الهيئات والجهات الوصية في ظل المعاناة المتعدّدة التي باتوا يتخبطون فيها دون أن تجد السبل التي تكفل لهم حقوقهم المهضومة. إلى ما تسعون من خلال تأسيس هذا المرصد؟ - كما سبق وأن ذكرنا سابقا، فإن أهداف المرصد الوطني لذوي الإعاقة جد نبيلة بحيث نسعى إلى الرقي بفئة المعاقين من كل النواحي الاجتماعية والثقافية والتربوية وبناء على تجاربنا السابقة في الميدان وعلى كل ما لاحظنا، ارتأينا أن نؤسّس هذا المرصد لتكملة مسار الرقي بأوضاع هذه الفئة ورفع انشغالاتهم الى الجهة الوصية للتخفيف من حجم المعاناة التي تتكبدها هذه الفئة في المجتمع. شاركتم مؤخرا في الاجتماع الذي عقدته محافظة عاصمة الثقافة العربية بمركز تكوين إطارات المعوقين بقسنطينة، هل من تفاصيل أكثر حول ذلك؟ - نعم، فقد شاركنا في هذا الاجتماع بصفتنا جزءا من المجتمع المدني لتحسيس مختلف الجمعيات التي تعمل في إطار خدمة فئة المعوقين لتشجيعها على الإلتحاق بتظاهرة عاصمة الثقافة العربية ، من خلال المشاركة الفعالة لها كشريك اجتماعي لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية المهمة جدا. قامت الفيدرالية الوطنية للمعاقين حركيا مؤخرا بتوقيع اتفاقية مع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، فما رأيكم في ذلك؟ - نرى ان هذه الاتفاقية تهدف لتحسين وضعية المعاقين حركيا والحد من ظاهرة البطالة عند هذه الفئة وإدماجهم في المجتمع، كما تهدف إلى تسهيل عملية الحصول على القروض المصغرة للمستثمرين من فئة المعاقين حركيا باعتبار أن هذه الاتفاقية ستسمح بإدماج الأشخاص المعاقين في أنشطة جهاز القرض المصغر خاصة وأن الفدرالية التي تضم 200 معاق حركيا عبر 40 جمعية ولائية في الوطن، ستكون طرفا فعّالا في القرض المصغر كونها ستتكفل بتشخيص وانتقاء ومرافقة الأفراد القادرين على الاستفادة من القرض المصغر، كما ستتكفل الفدرالية بتقديم ملفات طلب التمويل الى الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر بغية استحداث مشاريع جديدة. وما تعليقكم على مشروع تفعيل رخصة السياقة الخاصة بالمعاقين الذي أطلقه الاتحاد الوطني الجزائري لذوي الاحتياجات الخاصة؟ - نحن نثمّن هذه الاتفاقية ونشجع مثل هذه المبادرات التي من شأنها خدمة المعاقين على مستوى الوطن وهو مشروع نأمل في تفعيله في الميدان في القريب العاجل باعتبار هذه الفئة من المجتمع كغيرها تحلم بالحصول على سيارة، فهذا الإطار التنظيمي من شأنه أن يقضي على العديد من المشكلات التي يواجهها ذوي الاحتياجات الخاصة. كيف ترون واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر مقارنة بالسنوات الماضية؟ - حقيقة، قد تطور بشكل ملحوظ ويبرز ذلك من خلال بعض المشاريع المسطّرة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، فأصبحت القروض المصغرة من بين أحلام هذه الفئة التي نأمل ان تتحقق في القريب العاجل، لكننا لا ننكر وجود بعض النقائص التي سنعمل على تحسينها مع مرور الوقت، لأنها فئة أثبتت أن لديها كفاءات باعتبارهم موجودين في العديد من القطاعات الهامة في المجتمع. هل من مشاريع تسعون لتحقيقها في الوقت الراهن؟ - سنقوم، في الأيام المقبلة، بتنظيم ملتقى وطني مع الوزارات الوصية وتقديم اقتراحات إيجابية تمس فئة المعاقين بصفة مباشرة، كما نسعى لتشكيل لجنة خاصة بالمعاقين تتكفل بدراسة مختلف المشاريع الخاصة بهذه الفئة على المستوى القريب والمتوسط والبعيد تعنى كذلك بوضع تصورات لخدمة فئة المعاقين، مثل مدارس السياقة، الإعلام الآلي، ونحاول أيضا، من خلال تسطير جملة من المشاريع الهامة، إدماج بيئي للمتخلفين ذهنيا. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أوجّه عبر صفحات المشوار السياسي نداء للسلطات المعنية للتطفل التام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة لتخفيف معاناتهم ونحن نسعى ونعمل، قدر المستطاع، من خلال تشكيل هذا المرصد لخدمة مصالحهم، كما ندعوا كل الوزارات إلى فتح أبوابها للمرصد الجزائري لذوي الإعاقة بغية التنسيق والعمل معا لأن الهدف المشترك هو خدمة فئة المعاقين، وفي الأخير لا يسعنا إلا ان نشكركم جزيل الشكر على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة.