كشفت سامية عامر، رئيسة الجمعية الوطنية لمكافحة البدانة وحماية البدناء في حوارها ل السياسي ، أن حوالي 65 بالمائة من المصابين بالسمنة يعانون من الشخير والاختناق أثناء النوم، أي ما يعادل اثنين من بين ثلاثة أشخاص. وأشارت إلى عدة عوامل تتسبّب في الشخير والاختناق أثناء النوم، في مقدمتها السمنة حيث أن حالتين من بين ثلاث معرضة لهذه الإصابة يضاف لها عامل السن وأخرى لها علاقة بحالة الشخص نفسه. وللشخير والاختناق أثناء النوم آثار وخيمة على مخ وقلب الشخص الذي يعاني منهما، حيث تتسبّب في تعب شديد نتيجة الاضطرابات في النوم. بداية، هلاّ عرفتنا بجمعية مكافحة البدانة؟ - الجمعية الوطنية لمكافحة البدانة وحماية البدناء بزرالدة هي أول جمعية في المغرب العربي، تأسّست سنة 2009 وكانت في البداية ولائية، إلا أنها أصبحت وطنية خلال سنة 2011 وللجمعية 22 مقرا ولائيا، من بينها تيزي وزو، بجاية، البليدة والمدية وأم البواقي، يصل عدد المنخرطين فيها إلى 250 منخرط يؤطرهم 150 عامل، الهدف الرئيسي من الجمعية التوعية من أخطار البدانة الناجمة عن السمنة المفرطة من خلال برنامج متنوع سطّره نخبة من المختصين في الميدان. ماذا عن أهم نشاطات الجمعية؟ - إن للجمعية نشاطات صحية بحتة وذلك تماشيا مع طبيعة الفئة المنخرطة فيها، أما عن أبرز نشاطات الجمعية، فنذكر منها المسابقة الوطنية للمختصين في التغذية لتحفيزهم على العمل أكثر بمشاركة المواطنين لتعريفهم بالنظام الغذائي السليم. كما اننا قمنا بمخيمات صيفية للصغار فقط وأخرى خريفية لفئة الكبار والمخصصة للبدناء لمدة شهر كامل لتغيير نمطهم الغذائي وممارسة الرياضة وحضور أوليائهم حول ذات الموضوع، وعلى غرار ذلك، نظمت الجمعية أياما دراسية مع مختصين في التغذية والرياضة والتعريف بنماذج من البدناء الذين استطاعوا التخلص من الوزن الزائد بالتعاون مع الجمعية لينخرطوا فيها بعد ذلك. أطلقتم مؤخرا حملة دزاير لايت ، هل من تفاصيل حول الموضوع؟ - تعد حملة دزاير لايت أول حملة تحسيسية في الجزائر دامت يومي 1 -2 أفريل الجاري بالتنسيق مع رئيس بلدية الجزائر الوسطى، الذي ساعدنا في مقر الحملة. أما عن نشاطها، فهو، بطبيعة الحال، يتعلق بالأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد حيث قام أعضاء الجمعية بقياس ضغط الدم، الوزن للزائرين لمساعدتهم على التخفيف من الوزن الزائد، وقد كان في تأطير الحملة مختصون في التغذية والرياضة. أما عن الإقبال على حملة دزاير لايت ، فقد كان كبيرا إذ وصل عدد المسجلين فيها الى 555 حالة من فئة درجة ثالثة و120 من فئة الصغار. هل ترون أن البدانة تحدث نتيجة الإفراط في تناول الطعام فقط؟ - يطمح كل إنسان لأن يكون صحيح الجسم سليما من الأمراض، لذلك يسعى لكي لا يكون سمينا يسبب الأمراض الكثيرة المرتبطة بالبدانة مثل ضغط الدم والتوتر والخمول، ولكن إذا وضعنا في الاعتبار البدانة التي تحدث منذ الصغر وتكون شبه دائمة مع الإنسان، فإنه ينبغي علينا الوقاية من السمنة ولذلك يجب ألا يقول أحد أن البدانة تحدث نتيجة الإفراط في تناول الطعام فقط. أما البدين المفرط في البدانة والذي يعاني من السمنة منذ الطفولة المبكرة، فإنه يعاني من خلل في جسمه، ورغم ذلك، فإن بعض مضاعفات البدانة يمكن تجنّبها والتحكّم فيها وعلاجها ويمكن ان نعرّف البدانة بأنها حالة تتصف بتراكم الكثير من الدهون في الجسم. حسب رأيكم، هل التخلص من الوزن الزائد مهمة سهلة؟ - التخلص من الوزن الزائد ليس بالمهمة السهلة، بل هو مشروع يحتاج لتخطيط ودراسة، يحتاج صبرا ومثابرة، يحتاج تنازلات وتعب، يحتاج ضبطا وتهذيبا للنفس.. هو مشروع كبير بحد ذاته وكلما كان الوزن الذي تريد أن تتخلص منه أكبر، كلما كان المشروع أصعب. وهو ما أعرب عنه أحد الأشخاص الذين يعانون من السمنة قبل 20 يوم تقريباً كانت أول زيارة لي لمركز اللياقة البدنية. البداية (أول 5 زيارات) كانت صعبة، ولكن مع مرور الوقت وتكرار التمارين، أصبحت المهمة أسهل بل تحولت إلى نوع من المتعة . فللتخلص من السمنة الزائدة، على الفرد أن يسعى لتغيير 3 نقاط، النقطة الأولى هي موضوع الطعام، حاول أن تأكل حتى لا تجوع، لا تأكل حتى تنتفخ، هناك بعض أنواع الطعام يجب أن تتركها كلياً. النقطة الثانية هي موضوع الرياضة، لا يكفي أن تغيّر نظام الطعام فقط، عليك أن تمارس الرياضة وفوائدها كثيرة جدا ليس فقط على صعيد التخلص من الوزن، الزائد النقطة الثالثة ربما هي أهم نقطة وكتبت عنها قبل عدة أيام وهي الإرادة والعزيمة، الهدف هو الوصول إلى وزن مثالي والتخلص من الوزن الزائد. ما مصدر الدعم المتحصل عليه لمزاولة جل النشاطات؟ - رغم ان السبب الأساسي لإنشاء الجمعية هو التفاتة استثنائية لفئة لا تلقى اهتماما، الا أننا لا نلقى اي دعم من جهة رسمية تُذكر. أما عن النشاطات التي نقوم بها، فنحن ندعمها من خلال اشتراكات أعضاء الجمعية. وماذا عن المشاريع المستقبلية التي تحضّرون لها في الوقت الراهن؟ - في الحقيقة، كأول جمعية وطنية لمكافحة البدانة، نسعى لإنشاء مركز التأهيل ومتخصص في البدانة، كما نأمل تنظيم ماراطون وطني بعد هذه الحملة وال15 الفائزون الأوائل يتوجون بسيارة، كما نسعى ايضا لتنظيم ماراطون آخر دولي بالتنسيق مع عدة جمعيات من دول أجنبية، وعلى غرار هذا، سنقوم ايضا بتنظيم عدة أيام تحسيسية لتوعية المواطنين بمخاطر السمنة. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - في الأخير، لا يسعنا إلا ان نشكر جريدة المشوار السياسي على اهتمامها بالعمل الجمعوي، كما نأمل من السلطات المعنية المساهمة ومساعدة الجمعيات الناشطة بغية التمكّن من تحقيق أهدافها السامية.