لماذا نتأسّى بالرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما هي المواصفات والأساليب والأسباب التي تدعونا للتأسّي به صلى الله عليه وسلم؟. الله تعالى أعد رسوله صلى الله عليه وسلم إعداداً كاملاً حتى صار قدوة وأسوة فالقدوة في كل شيء حتى في النوم والدخول والخروج والجماع والأسوة في الشدائد فقط أي فيما تكرهه نفسك. هناك أسوة حسنة وأسوة سيئة والرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لأنه يتصرف عكس ما تشتهيه نفسه، فبدل أن ينام يقوم الليل فتتورم قدماه صلى الله عليه وسلم وبدل أن يغضب يعفو عمن أغضبه. ومواصفات الرسول صلى الله عليه وسلم التي تجعلنا نتأسّى به وردت في سورة الشرح: قال تعالى: (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك). هذه النِعَم الإعدادية التي أعدّ الله تعالى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تحوي جميع المحاسن التي تجعل صاحبها كاملاً: (ألم نشرح لك صدرك): متى ينشرح صدرك؟ عندما تعرف شيئاً كنت تجهله قال تعالى (أفمن شرح الله صدراً للإسلام) فالذي ينشرح صدره للاسلام هو الذي يعرفه ويشرحه (فمن أراد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام). أكرم كلمة في كتاب الله تعالى الكلمة المشتقة من فعل علِم وعلاّم وتعلّم وعلماء. ما من صغيرة ولا كبيرة في هذا الكون إلا وللرسول صلى الله عليه وسلم رأي صائب فيها، لأن رب العالمين علّمه (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) (وإنك لعلى خلق عظيم) فالله تعالى شرح صدره صلى الله عليه وسلم بالمعارف والعلوم التي لا يستطيع أحد أن يكتسبها وكان هذا التعلّم يومياً وما من قضية أو حركة من حركات اليوم للانسان أو المخلوقات، إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيها رأي أثبتت صحته لكنه لم يكن ليخبر به في عهده لأن عقول الناس في ذلك الوقت لم تكن لتستوعب ما يعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه. وأول اعداد معرفي كان في قوله تعالى (اقرأ) ومنذ ساعتها قرأ صلى الله عليه وسلم صفحة الكون وهذه القراءة أكسبته معارف وعلوماً ليس بوسع أي مخلوق آخر معرفتها بفضل الله تعالى وفضل الله تعالى عليه عظيم لأنه مستمر. والناس عادة تتأسى برجل له معارف وعلوم وحكمة.