تشهد مدينة جيجل الساحلية، منذ أيام، إقبالا كبيرا من كل حدب وصوب، وهو ما تؤكده لوحات ترقيم السيارات التي تحط بها. خاصة في مثل هذه الأيام الأخيرة التي تشهد ارتفاعا محسوسا في درجة الحرارة مقارنة بالأشهر الماضية، حيث يتوافدون بشكل متواصل على شاطئ المنارة الكبرى الواقع على بعد بضع كيلومترات غرب عاصمة الولاية. وباعتباره واحدا من ال22 شاطئا محروسا ومسموحا للسباحة، يبقى هذا الجزء من الساحل الممتد على 120 كلم الوجهة المفضلة للمصطافين طوال فصل الصيف، وهو ما أكده الزوار المتوافدون على الشاطئ وحتى مواطني المنطقة بأن هذا الشاطئ يعد الوجهة التي يقع عليها اختيارنا . ويجذب هذا الشاطئ الكثير من المصطافين. فبالنظر لموقعه بالقرب من عاصمة الولاية، على بعد 6 كيلومترات، وخاصة الإطار السحري الذي يتواجد به تحت ظل المنارة الكبرى، لا يخلو هذا الشاطئ أبدا من محبي البحر. وعلى امتداد كيلومترين تقريبا يستقبل هذا الجزء من الشاطئ برماله الناعمة في كل فصل آلاف المصطافين والسياح. ويتيح ظل المنارة أو رأس العافية التي تحذّر السفن المارة بالقرب من المنطقة من بعض المخاطر (صخور بحرية وأرصفة...) للزائر بانوراما جد ساحرة لاسيما عند غروب الشمس. وإلى جانب ذلك، يتواجد عدد كبير من المصورين الفوتوغرافيين هواة كانوا أو محترفين يعرضون خدماتهم على كل من يرغب في تخليد هذا الديكور الفردوسي والرائع للكورنيش الجيجلي الغني عن كل تعريف لاسيما عند غروب الشمس. ويكتظ هذا الشاطئ بصفة منتظمة بالمصطافين حيث يعد العدد الكبير للمركبات المتوقفة على طول الطريق الوطني الرابط بين جيجل وبجاية أو بالمساحات المهيأة لهذا الغرض أفضل مؤشر على الاهتمام المتزايد بهذا الشاطئ، إلا أن النقطة السيئة الوحيدة هي تواجد مجموعة من الشباب ينصبون أنفسهم حراسا للحظائر. ويتم الولوج إلى هذا الشاطئ عبر طريق درب غير مهيء بشكل جيّد وجد ضيق يسمح بحركة سير صعبة لمركبتين في اتجاهين متعاكسين. وتعد الأجواء التي صنعها على وجه الخصوص وجود الأطفال الصغار المزودين بعوامات و دلاء مياه وشبكات صيد لممارسة ألعاب الشواطئ أو المبادرة بالصيد من خلال جمع بلح وقنافذ البحر وكذا الأصداف. وتستقبل جيجل، التي أضحت وجهة سياحية مقصودة بكثرة، خلال فصل الصيف في كل موسم اصطياف عدة ملايين المصطافين الذين يسعون للحصول على موعد بهيج مع البحر والشمس أيضا. ليضيف في ذات السياق أحد المصطافين لا يمكن الحديث عن تاريخ ايجيجلي ومزاياه الطبيعية العجيبة دون التطرق للمنارة الكبيرة التي لا يمكن أن تخطئ مشاهدتها النظر بالنسبة لعابر الطريق الرابط بين جيجل وبجاية . ومن شرفة المنارة الكبرى، تترآى للقادم تلك البانوراما الزاهية الجميلة المطلة على البحر والغابة الخضراء وإلى الغرب من ذلك تبدو العوانة، كافالو سابقا، بقممها الجبلية المتتالية بينما يمكن مشاهدة في الجنوب جبل مسغيطان الساهر بوقار على مدينة جيجل وهو يفرض كتلته المدمجة بما يؤدي إلى حضور مشهد نادر وطبيعة ساحرة.