تسعة وخمسون سنة تمر اليوم على تأسيس الإذاعة السرية التي ولدت من رحم الثورة الجزائرية المباركة، حيث سجلت حضورها بقوة يوم ال 16 ديسمبر 1956 بأمر من قيادة الاتصالات آنذاك، وعلى رأسها المجاهد الراحل عبد الحفيظ بوصوف، لتكون منبرا لايصال صوت الجزائر الحرة المكافحة لكل أنحاء العالم، وإبراز حق الشعب الجزائري في الظفر بالحرية والاستقلال. واستطاعت الإذاعة السرية بفضل العاملين بها والسياسة الحكيمة لقادة الثورة التحريرية، أن تكون سلاحا مجديا في يد الثوار تضاهي فعاليته الأسلحة الحربية، فعبر أمواجها الاثيرية ساهمت في تحقيق حلم المجاهدين في الدفاع عن القضية الوطنية وبعث الثقة في نفوس الجزائريين والرد على الدعاية الفرنسية المغرضة، التي مفادها أن الجزائر فرنسية كاشفة حقيقة الاستعمار الفرنسي وهمجيته.