قامت مصالح مديرية التجارة ببومرداس خلال الثلاثة أسابيع الماضية، بسحب من السوق وإتلاف نحو 110 أطنان من منتجات الأجبان المذوبة والمعقمة ومن لحم البقر الطازج المفروم ومشتقاته نظرا لعدم صلاحيتها للاستهلاك. وكشفت مديرة التجارة بولاية بومرداس عبابة سامية، أمس، تجاوز القيمة المالية الإجمالية للمادتين الغذائيتين المسحوبتين من السوق بصفة نهائية 60 مليون دج. وحسب المصدر نفسه فإن أعوان حماية المستهلك وقمع الغش والممارسات التجارية بالمديرية قاموا بسحب من التداول الكميات من المواد الغذائية الحساسة الفاسدة المذكورة عبر كل تراب الولاية وأشرفوا على إتلافها بعد التأكد من نفاذ صلاحياتها وتلفها من خلال تحاليل المخابر. كما حجزت وأتلفت المصالح نفسها مؤخرا - تضيف المديرة - أزيد من 25 طنا من المواد الغذائية المختلفة بسبب فسادها وانتهاء صلاحية استهلاكها تصل قيمتها إلى نحو 5 ملايين دج وأزيد من 27 طنا أخرى من السمك المجمد المنتهي الصلاحية وفاسد. كما منعت نفس المصالح من دخول السوق لعدم المطابقة استنادا إلى نفس المديرة أزيد من 23 طنا من منتج العطر الغذائي والفلفل الأسود وأزيد من 21 ألف كلغ من منتجات غذائية مختلفة و4700 كلغ عبارة عن ألعاب مختلفة و2800 كلغ من رقائق البطاطا وما يزيد عن 100 كلغ من مواد التجميل ومكملات غذائية و90 كلغ من الشوكولاطة والحلوى. تجدر الإشارة إلى أن أعوان حماية المستهلك وقمع الغش والممارسات التجارية بالمديرية المذكورة قاموا منذ نوفمبر الأخير بنحو 3400 تدخل في مجالات حماية المستهلك وقمع الغش والممارسات التجارية. وتم على إثر هذه المداخلات تسجيل 225 مخالفة وتحرير 174 محضرا في مختلف المجالات واقتراح واتخاذ إجراءات احترازية بغلق إداري ل 25 محلا تجاريا. ويعتبر التسمم الغذائي أحد الأمراض التي تَفاقم ظهورها في السنوات الأخيرة بالجزائر بشكل كبير؛ حيث وصل عدد المرضى الذين حدث لهم تسمم غذائي إلى حوالي 6000 مصاب سنويا، استنادا على أرقام وزارة الصحة، وذلك بسبب الترويج لأطعمة فاسدة. ويُرجع معظم الأخصائيين سبب الارتفاع إلى غياب الضمير لدى الباعة والمستخدمين في حفظ المواد الغذائية، وعدم تطبيق المعايير المناسبة لحفظ وسلامة الأغذية، وانتشار الأسواق الفوضوية، بالإضافة إلى انعدام الثقافة الغذائية عند المواطنين. وبالتالي أصبح التسمم الغذائي بمثابة الشبح الذي يستهدف بطون الجزائريين، والذي يزداد استهدافه مع حلول فصل الصيف، هذا الفصل الذي يعرف حضورا دائما ومتواصلا لهذا المرض، خصوصا بسبب كثرة الولائم والأعراس وارتفاع درجة الحرارة التي تؤثر بشكل سلبي على الأطعمة.