فتح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة النار على المنظمة العالمية للتجارة، بسبب بالشروط التعجيزية التي تفرض على البلدان النامية المترشحة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، مؤكدا أن هناك رغبة في فرض شروط تعجيزية على البلدان النامية المترشحة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لم تشترط سابقا في بلدانها الأعضاء حتى المتطورة منها. و أضاف الرئيس بوتفليقة إننا نرفض التذرع بوجوب انصياع البلدان النامية المترشحة لدفع هذا الثمن تكفيرا عن تأخرها، والحال أنه تأخر فرض عليها ولم يكن لها يد فيه«. من جهة أخرى، أشاد رئيس الجمهورية بالتقدم الملموس في مفاوضات النظام الشامل للامتيازات التجارية بين الدول النامية التي شرع فيها بساو باولو (البرازيل)، مشيرا إلى أن المرونة والمعالجة الخاصة والمتباينة التي تم انتهاجها لفائدة البلدان الأعضاء التي هي بصدد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية خلال الندوة الوزارية للنظام الشامل للامتيازات التجارية المنعقدة في ديسمبر 2009 تشكل دليلا آخرا على فعالية الانسجام القائم بين بلدان الجنوب في تقويم الأوضاع في سياق يشهد إعاقة دخول صادراتنا الأسواق العالمية. وأوضح الرئيس أن »ولوج منتجاتنا الأسواق العالمية ازداد تعذرا بفعل ما استجد من حمائية بيئية تنقل عبء ما يسمونه التغيرات المناخية من كاهل بلدان الشمال إلى كاهل بلدان الجنوب مع أن البلدان المصنعة المسؤولة تاريخيا عن الانبعاثات المسببة للاحترار تتملص من التزاماتها في محاربة الظاهرة هذه. وعليه فإنه يتعين علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نجدد تأكيد مبدأ المسؤولية المشتركة والمتباينة المكرس في اتفاقية وبروتوكول كيوتو بعد النتائج المحتشمة لمؤتمر كوبنهاغن«. وقال رئيس الجمهورية إنه من الأهمية بمكان أن تراجع نفسها بلداننا المعتمدة بالعبر التي استخلصتها من هذه الأزمة القادمة من الخارج، من خلال وضع وسائلها مجتمعة في خدمة مصالحها الجماعية المشروعة، ذلك أن عالم بداية القرن الحادي والعشرين لا يمكنه أن يبقى محكوما بمؤسسات ومصادر قرار تعكس موازين القوى الناتجة عن الحرب العالمية الثانية، موازين لم تعد في الحقيقة تمت بصلة للواقع الحالي. وأكد بوتفليقة أن بلدان الجنوب الناشئة تساهم اليوم بقسط معتبر في التجارة العالمية، وزادت بشكل محسوس من إسهامها في الاستثمارات الأجنبية المباشرة. بل إنها سجلت زيادة واضحة بمشاركتها في المساعدة العمومية على التنمية تعبيرا عن التضامن التقليدي الذي يطبع علاقاتنا مع البلدان الأقل إمكانيات. مشيرا إلى أنها المرة الأولى منذ عهد وصولنا إلى السيادة التي نشهد فيها مثل هذا التغير في العلاقات الاقتصادية الدولية وفي تعددية الأطراف. وأردف بوتفليقة أنه حقا هناك ما يدعو إلى التفاؤل، »ونحن نلمس تقدما في التشاور المتعدد الأطراف«، وذكر قمة الألفية المنعقدة عام 2000 وندوة تمويل التنمية المنعقدة بمونتري سنة 2002 والقمة العالمية المنعقدة عام 2005 وندوة الأممالمتحدة حول الأزمة المالية والاقتصادية الدولية وانعكاساتها على التنمية المنعقدة سنة 2009. لكن هذه الجهود يقول المتحدث تبقى غير كافية مقارنة بتطلعات البلدان النامية والتحديات المتعددة الأشكال التي تواجهها. وأبرز القاضي الأول في البلاد أن النظام النقدي والمالي الدولي الذي أملت قواعده البلدان المصنعة أوشك على الانهيار التام، وما يزال اليوم مهددا بالسقوط. لسنا وحدنا من يندد بتسيير حراس معبد الأرثوذكسية المالية الذين فشلوا في الاضطلاع بمهمتهم. كما يجوز لنا أن نطالب بحقنا المشروع في دفع إعادة صياغة النظام النقدي والمالي الدولي قدما.