أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بالعاصمة الإيرانية طهران، خلال افتتاح أشغال القمة ال 14 للدول الأعضاء في مجموعة ال 15، أن السبيل الوحيد للاستفادة من الفرص التي توفرها العولمة، هو الإدماج التدريجي للبلدان النامية في الاقتصاد العالمي. وقال الرئيس بوتفليقة، في خطابه خلال القمة، إن "تجسيد هذا الهدف" قد تأخر، وما نخشاه هو ألا تجني أضعف البلدان وأكثرها حرمانا من العولمة سوى آثارها السلبية. ويرى رئيس الجمهورية أن المكاسب "القليلة" التي تم تحقيقها إلى غاية اليوم، توافق مطالب تقدمت بها المجموعة، مشددا على ضرورة تعزيز هذا العمل المشترك ودعمه. كما يجب أن يساهم هذا العمل في توعية شركائنا في الشمال بفضائل الرخاء المتقاسم والتنمية المستدامة. كما أبرز رئيس الدولة في خطابه أن إفريقيا تشكل القارة حيث تتجمع كل هذه التحديات، والتي تملك إمكانات تنموية معتبرة، لا تنتظر سوى أن تحرر، مشيرا إلى أن انفتاح مجموعة الثمانية على انشغالات إفريقيا، لاسيما في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)، كان دون شك منعطفا ملموسا بالنسبة لتنمية هذه المنطقة. كما شدد الرئيس بوتفليقة بالمناسبة، على أن انخراطا أكثر جدية لمجموعة ال 15 في هذا المسعى، قد يكون ذا إسهام بالغ الأهمية في تنمية البلدان الإفريقية، وذلك بالنظر لتشكيلتها، ولما يتمتع به أعضاؤها من وزن، على الخصوص ضمن مجموعة العشرين. من جهة أخرى، ندد رئيس الجمهورية بالرغبة في فرض شروط تعجيزية على البلدان النامية المترشحة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لم تشترط سابقا في بلدانها الأعضاء حتى المتطورة منها. وأضاف الرئيس: "إننا نرفض التذرع بوجوب انصياع البلدان النامية المترشحة لدفع هذا الثمن، تكفيرا عن تأخرها الذي كان مفروضا ولا يد لها فيه". فيما أشاد رئيس الجمهورية ب "التقدم الملموس في مفاوضات النظام الشامل للامتيازات التجارية بين الدول النامية التي شرع فيها بساو باولو (البرازيل)"، مشيرا إلى أن "المرونة والمعالجة الخاصة والمتباينة التي تم انتهاجها لفائدة البلدان الأعضاء، التي هي بصدد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، خلال الندوة الوزارية للنظام الشامل للامتيازات التجارية المنعقدة في ديسمبر 2009، تشكل دليلا آخر على فعالية الانسجام القائم بين بلدان الجنوب في تقويم الأوضاع، في سياق يشهد إعاقة دخول صادراتنا الأسواق العالمية. هذا، واختتمت أشغال القمة ال 14 لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في مجموعة ال 15 بطهران، بعد أكثر من ثلاث ساعات من الأشغال، التي جرت في جلسة مغلقة. وقد صادق قادة بلدان ال 15، ومن بينهم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على البيان الختامي الذي أكد على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي جنوب - جنوب.