؟ دوبل كانو وصويلح ودراجي وبلومي وحليش في قافلة للتحسيس بالمخدرات من الجميل أن تكون شابا مفعما بالحيوية، متسلحا بالعلم، مستمتعا بربيع العمر، لكن الأجمل أن تكون طموحا، تملك المبادرات وتؤمن بأن الأمل شريان الحياة· والحقيقة أن الكثير لم يستسلم لصعوبات الحياة ولم يعلق الفشل على شماعة الظروف الاجتماعية القاسية، بل تصدى لهذه الظروف بالمبادرة وروح الإبداع شعاره ''الشباب هنا ليقول كلمته''· من هؤلاء الشباب الذين آمنوا بأن الإرادة تقهر المستحيل إسماعيل شاولي طالب جامعي ورئيس جمعية ''طلائع الشبانية'' بالمدية، وناشط في مجال التحسيس بمخاطر آفة المخدرات، زار مقر ''السياسي'' وكانت لنا معه هذه المقابلة الشيقة التي تحدث فيها عن مجال نشاط جمعيته وعن المشروع الفني الإعلامي الضخم ''الجزاير بخير'' ؟ ''السياسي'': حدثنا بداية عن شخصكم وعن جمعية طلائع الشبانية·· إسماعيل شاولي: أنا طالب جامعي في علوم التسيير، رئيس جمعية ''طلائع الشبانية'' بالمدية التي تنشط في مجال التحسيس بمخاطر المخدرات في الوسط الشباني، وحاليا أعمل مناجيرا للمشروع الإعلامي الفني الجزائري، هذا العمل الذي يعد عملا ضخما ومشروعا طموحا يعتمد على الومضات التحسيسية والفيديو كليب والألبوم الغنائي· أما بالنسبة لجمعية طلائع فهي جمعية شبانية تأسست في 7002، تبنت فكرة التحسيس بمخاطر المخدرات كمجال للنشاط،حيث شاركنا في هذا الإطار في مختلف الفعاليات والتظاهرات منها يوم دراسي وندوة متخصصة تحت إشراف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، والملتقى التكويني لتأسيس الجمعيات حيث تمت التوصية على إقامة شبكة تعاون بين الجمعيات في مجال التحسيس بمخاطر المخدرات، بالإضافة إلى هيئات أخرى يمكن لها أن تفيد في هذا المجال· ؟ من خلال نشاطكم في مجال التحسيس بمخاطر المخدرات، ما هي في رأيكم الأسباب الكامنة وراء ولوج الشباب هذا العالم؟ من خلال العمل الميداني والاحتكاك بشبان كانوا متعاطين للمخدرات، اكتشفنا أن البطالة والظروف الاجتماعية الصعبة التي تظهر للوهلة الأولى أنها السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات ما هي في الحقيقة إلا أسباب ثانوية، حيث أثبت الواقع أن انعدام الحوار داخل الأسرة له تأثير سلبي في تمادي الشاب المدمن في إدمانه، لأن عدم المساندة من الأسرة يزيد الضغوطات على هذا الشاب المحتاج إلى من يشعره بالأمان الأسري لا من يواجه إدمانه بالصراخ والطرد، لأن الشارع هو الذي سيحتضنه وهو بداية الضياع الحقيقي· ؟ بحكم أن جمعية طلائع شبانية خالصة، أكيد أن الاستجابة من الشباب المستهدف بالحملة التحسيسية تكون قوية وفعالة أليس كذلك؟ بالتأكيد، نحن نعمل وفق إستراتيجية الضغط بالقرين، وهي أحدث استراتيجية متبعة في الوقاية من المخدرات واقناع المدمنين بالإقلاع عنها، حيث تشجع القرناء (الذين يتقاربون في السن أو الجنس) لتحسيس قرنائهم بأهمية الوقاية من المخدرات وإقناع المدمنين منهم بالإقلاع، وفي هذا الصدد سنحرص على نشر وتكوين أكثر من 0002 شاب ومتمدرس في هذه الإستراتيجية حتى يقوموا هم بدورهم في التصدي للمخدرات بتوعية وتحسيس أقرانهم بخطورة الآفة وستكون العملية على مرحلتين الأولى تكوين المكونين الذين سيشرفون في المرحلة الثانية على عملية تدريب الألفي شاب ومتمدرس هذه التقنية· ؟ أنتم بصدد التحضير لإطلاق مشروع إعلامي وفني ضخم يندرج في إطار التحسيس بمخاطر المخدرات، من أين أتت فكرة المشروع؟ المشروع الإعلامي والفني المندرج تحت تسمية ''الجزاير بخير''، جاء بناء على ملاحظاتنا بأن آفة المخدرات لم تأخذ حقها الكامل من خلال التناول الإعلامي، وحتى الأعمال الفنية لم تعتن بالظاهرة رغم تفاقمها وانتشارها، كما أن الومضات التحسيسية تعد قليلة رغم المجهودات الكبيرة التي يقوم بها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، إلى درجة أن 62 جوان اليوم العالمي لمكافحة المخدرات أصبح يمر مرور الكرام· من هذا المنطلق راودتنا فكرة إطلاق هذا المشروع الذي جاء منا نحن شباب هذا الوطن الذين دفعهم حب الوطن إلى المضي في المشروع الذي يجمع كوكبة من مشاهير الفن والإعلام والرياضة الجزائريين، وفي الحقيقة كان من المفروض أن ينطلق المشروع منذ سنة، إلا أن ظروفا حالت دون ذلك، منها على وجه الخصوص التزامن مع تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم والانشغال الذي رافق هذه التظاهرة العالمية· والعمل يقسم إلى أربعة محاور: المحور الأول خاص بالومضات التحسيسية من خلال تمثيل واقع بأعمال فنية مستمدة من قصص واقعية لحالات مدمنة للمخدرات قادتها هذه الآفة إلى ارتكاب جرائم بشعة في حق أقرب المقربين، وهناك ومضات أخرى تحاكي الواقع· والمحور الثاني من أكتوبر إلى نوفمبر سيتم تنظيم قافلة فنية تجوب في البداية كلا من سطيفالمديةوالجزائر العاصمة، تتنقل فيها الشخصيات المشاركة في المشروع لتقديم أعمال في هذا الإطار· وفي المحور الثالث نسعى إلى تقديم فيديو كليب من خلال عمل فني راق ومحترف· ؟ اعتمدتم في هذا المشروع على مشاهير في الفن والإعلام والرياضة، كيف كان تقبل هؤلاء النجوم للفكرة؟ في البداية كنا متخوفين من عدم الاستجابة من هذه الشخصيات لفكرة المشروع، خاصة لمعرفتنا بارتباطاتهم لكن العكس هو الذي حدث،حيث لمسنا ترحيبا كبيرا بالفكرة وتجاوبا، بل منهم من أخبرنا أن المشروع جاء متأخرا نوعا ما، وبهذا استبشرنا خيرا وهذا كان المنطلق لإطلاق تسمية ''الجزاير بخير'' على المشروع· لذا فإن المشروع يضم أبرز الفنانين منهم لطفي دوبل كانون، الشاب خلاص، صالح أوقروت، أما المنشدين فهناك جلول، زهير فارس وناصر ميروح، بالإضافة إلى الممثلين العربي زكال، بهية راشدي وتينهينان· وأسماء لملحنين أمثال فيصل كرشوش، نوبلي فاضل ويوسف سلطاني· زيادة على مشاهير الرياضة في بلادنا مثل النجم لخضر بلومي· ونحن بصدد إجراء اتصالات مع نجم المنتخب الوطني رفيق حليش دون أن ننسى النجم الإعلامي حفيظ دراجي· كل هذه الأسماء وغيرها أعطت الموافقة على تجسيد المشروع وأبدت رغبة كبيرة في تجسيده في أرض الواقع· ؟ هل تلقيتم دعما من مؤسسات وأطراف فاعلة لرعاية المشروع؟ اتصلنا فعلا بعدة أطراف لدعم المشروع خصوصا أنه المشروع الأول في الجزائر من هذا النوع ويعمل بطاقات شبانية وموجه أيضا لفئة الشباب، وهذا من أجل إنجاحه على أكمل وجه، من هذه الأطراف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات ومؤسسات وشركات لها وزنها،لكن لم نتلق الردود المرجوة إلى حد الساعة، لذا من خلال جريدتكم نوجه نداء لوزارة الشباب والرياضة والمؤسسات لدعم المشروع الضخم والطموح· ومن هنا نقول أن هدفنا هو دعم الدولة وليس أخذ مكانها في محاربة الظاهرة خاصة وذلك بالدعم الكامل لمسعى رئيس الجمهورية الذي شدد على القضاء على آفة المخدرات· ؟ ما الذي تأملون في تحقيقه من خلال هذه المبادرة؟ أملنا هو إنشاء مركز للرعاية النفسية للشباب من خلال المداخيل والمساهمات التي نأمل في الحصول عليها من المساهمين، وأكرر هنا أن الهدف هو دعم مجهودات الدولة في هذا المجال إضافة إلى الهدف التحسيسي، كما نأمل في عرض هذه الأعمال على شاشة التلفزيون وعلى شاشات فضائيات واسعة الانتشار،يضاف إلى هذا مسعى أن تكون هذه سنة حميدة كل سنة وذلك بتناول في كل مرة قضية اجتماعية تهم الشباب مثل الحرقة والبطالة· ؟ هل من كلمة أخيرة؟ في الأخير نود الحصول على دعم أكبر للعمل الذي سوف يتجسد مهما كانت الظروف لأنه مشروع طموح، لكنه يحتاج إلى الدعم المادي، كما نوجه دعوة لكل فنان أو أي شخص كل من موقعه لتقديم إضافة فنحن نرحب به·