نظمت قيادة القوات البحرية، أمس، برحب ميناء الجزائر، تمرينا بيانيا حول البحث والإنقاذ متبوعا بتحقيق ملاحي، بحضور ملاّحين وطنيين وأجانب، وذلك في إطار نشاطات التحضير القتالي للقوات البحرية لحساب سنة 2015-2016 وتجسيدا لمخططات التعاون بين المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنقاذ والمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين. وأكد بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه بموجب انضمام الجزائر لمعاهدة هامبورغ لسنة 1982، وُضعت تحت مسؤوليتها منطقة شاسعة من الحوض الغربي للبحر المتوسط فيما يخص البحث والإنقاذ في البحر وبمصادقة الجزائر على المعاهدة (SOLAS) لسنة 1974، فإنها مدعوة للالتزام بتعهداتها إزاء المجتمع الدولي. وأضاف ذات المصدر أن التمرين يسعى إلى تحضير الإمكانيات المادية والبشرية لكل الأطراف المعنية بالتدخل، العسكرية منها والمدنية، على كافة المستويات لتحقيق جملة من الأهداف تتمحور حول تعزيز التعاون وتنسيق الأعمال ما بين المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنقاذ والهيئات العسكرية والهياكل المدنية المعنية، وكذا تدريب وتمرين المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنقاذ على إدارة عمليات البحث والإنقاذ في البحر، بالإضافة إلى إتقان إجراءات الاتصال بين مختلف القطاعات المعنية بالبحث والإنقاذ في البحر، إثراء التجربة المكتسبة في مجالَي المراقبة والإنقاذ في البحر، تقييم حالة تحضير المتدخلين وآجال التدخل وتقنيات البحث والإنقاذ في البحر، تقييم النتائج المتعلقة بإعمال التنظيم المحلي والجهوي والوطني، اختبار فعالية وسائل التدخل المتواجدة على جميع المستويات،التحكم في إجراء التحقيق الملاحي. وتمحور سيناريو التمرين حول إرسال قبطان سفينة نقل المسافرين طارق بن زياد القادمة من مرسيليا/ فرنسا لنداء استغاثة، مفاده نُشوب حريق على المتن، بمقربة من غُرفة المحركات، على إثره يقوم المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنقاذ بوضع كل وسائل التدخل في مجال البحث والإنقاذ (البحرية والجوية والبرية) في حالة طوارئ، مع إبلاغ أعضاء لجنة البحث والإنقاذ، تُخلف الحادثة جرحى من بين المسافرين وأفراد الطاقم ويتم تسجيل فُقدان أحد الأفراد وتعطل المحركات. وتم تنفيذ التمرين على ثلاثة مراحل الأولى في مرحلة الإنذار والتي بعد استقبال نداء الاستغاثة على التوالي من طرف هياكل المراقبة والملاحظة، التي تخطر المركز الوطني لعمليات المراقبة والإنفاذ/ الجزائر، هذا الأخير يقوم بوضع كافة وسائل البحث في حالة طوارئ للتدخل، ويعلم أعضاء لجنة البحث والإنقاذ في ذات الوقت الذي يعد فيه مخطط التدخل، ثم تأتي مرحلة البحث والإنقاذ ويتم التدخل بوسائل الإنقاذ ويُجلى الجرحى نحو المركز الطبي المتقدم المفتوح على رصيف ميناء الجزائر مع بداية إخماد النيران، وبعد تسجيل فقدان أحد أفراد طاقم السفينة، يتم إقحام مروحية للبحث والإنقاذ تابعة للقوات البحرية من أجل القيام بالبحث في المنطقة واسترجاع الغريق ونقله إلى اليابسة. وبعد السيطرة على الحريق يتم قطر السفينة نحو ميناء الجزائر، وفي الأخير يتم فتح تحقيق ملاحي من طرف المصلحة المؤهلة لحراس الشواطئ.