أنجزت عدة مشاريع هامة وأخرى قيد التجسيد بقطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بولاية تمنراست، مدرجة ضمن مختلف البرامج التنموية خلال السنوات الأخيرة والتي مكنت من تطوير الخدمات وفك العزلة الهاتفية عبر عديد القرى والمناطق النائية بالولاية، حسبما أفاد مسؤولو القطاع. وسمحت هذه المنجزات المحققة في القطاع من التحول كليا من النظام القديم للاتصالات إلى تقنية الشبكة المتعددة الخدمات (مسان) من خلال تشغيل عديد المراكز الهاتفية الرقمية (93 مركزا) بكل من تمنراست وعين صالح وإنغز وعين قزام وأبالسة، إلى جانب إدخال تكنولوجية الجيل الرابع للهاتف الثابت وتركيب محطات لخدمات شبكات الهاتف النقال والأنترنت مما مكن من فك العزلة الهاتفية عن العديد من القرى المتناثرة والمناطق النائية عبر إقليم هذه الولاية الشاسعة من الجنوب الكبير. ربط الفروع البلدية بشبكة الألياف البصرية ومكنت تلك المشاريع بربط كل الفروع البلدية ال38 بولاية تمنراست بشبكة الألياف البصرية، مما سمح للسكان سيما بالقرى النائية باستخراج وثائق الحالة المدنية بمناطقهم دون عناء التنقل إلى بلدية الأم وهذا إلى جانب ربط مقرات المقاطعات الإدارية الجديدة (الولاية المنتدبة عين صالح والولاية المنتدبة عين قزام) بشبكة الألياف البصرية حيث سمحت هذه العمليات بتحسين وضعية التغطية بالخدمات الهاتفية والتي أصبحت تفوق ال95 في المائة، كما أوضح مدير القطاع، وارزقي حكيم. وسمح البرنامج التكميلي لسنة 2011 الذي رصد مبلغ 310 مليون دج للقطاع بإنجاز أكثر من 500 كلم من وصلات الألياف البصرية وتسع محطات الهاتف النقال، حيث استفادت من هذا البرنامج بالخصوص قرى أمقيد وأبدينيزي وإيفرغ ومرتوتك وإندلاك وتواندرت تهاوهاوت وتين ترابين وعين دالاك. إنجاز مراكز هاتفية جديدة وضمن ذات البرنامج أيضا، فقد أنجز القطاع مراكز هاتفية جديدة في إطار مشروع إنشاء تجمعات جديدة (مراكز حياة) على طول الطريق الوطني رقم (1) في شطره الرابط بين عين صالح و تمنراست على مسافة 750 كلم، وذلك على طول مسار المشروع الضخم لتزويد عاصمة الأهقار بالمياه الصالحة للشرب، وجرى في هذا الصدد إنجاز أولى هذه المراكز الهاتفية بمنطقة آراك، 400 كلم شمال مدينة تمنراست، الذي يوجد حيز الخدمة وهو يحتوي على كل معدات الإتصالات الرقمية ويقدم مختلف الخدمات الهاتفية والأنترنت لسكان آراك وكذا للمسافرين الذين يتوقفون بالمنطقة بغرض الراحة قبل استكمال الطريق نحو شمال الولاية أو جنوبها، مثلما ذكر وارزقي. وتم في إطار البرنامج التكميلي 2014 الذي رصد مبلغ بقيمة 270 مليون دج للقطاع والذي لا زال جاريا تجسيده إنجاز عمليتين نوعيتين، تمس الأولى منها الولاية المنتدبة الحدودية عين قزام، 450 كلم جنوب تمنراست، من خلال إنجاز مركب للاتصالات والذي يحمل بعدا إفريقيا بحكم أن عين قزام تقع على خط الجزائر - أبوجا فيما تشمل العملية الثانية 12 قرية متبقية وذلك بربطها بشبكة الألياف البصرية. ويحتوي مشروع مركب الإتصالات بعين قزام الذي استكمل إنجازه على وكالة تجارية للاتصالات ومحلات للتجهيزات الرقمية الجديدة ومن المرتقب أن يفتح أبوابه أمام مواطني المنطقة فور تجهيزه، بمختلف المعدات الضرورية للتسيير. ويتوخى من هذا المشروع تقريب الإدارة من المواطن و تحسين نوعية الخدمات وتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في كل أنحاء الولاية بما فيها المناطق الحدودية. ربط المناطق النائية بالشبكة الوطنية للاتصالات ويجرى، ضمن هذه المشاريع كذلك، إنجاز وصلة للألياف البصرية وربط المناطق النائية بالشبكة الوطنية للاتصالات، وتصب هذه العملية أيضا في تجاه فك العزلة عن المناطق البعيدة وتمكين المواطنين وكذا الإدارات المتواجدة بالقرى خاصة منها الفروع البلدية من استعمال مختلف وسائل تكنولوجيات الإعلام والاتصال (الهاتف والأنترنت) من بينها قرى أكربان وسلبوراق وتيسرت وتاهارت وتين زواتين والبركة والزاوية وفقيقيرات وتامزقيدة وتاغاموت وغيرها، وفق ما ذكر مسؤول القطاع. كما يتم إنجاز وصلتين طويلتين، الأولى تربط بين سيلت وتين زواتين بطول 365 كلم والثانية تربط بين أمقيد وعين صالح مرورا بتامزقيدة وفقارة الزوى على طول 380 كلم. ومع استكمال هذا المشروع الذي يوجد على وشك الإنتهاء، ستكون لولاية تمنراست أكبر شبكة للألياف البصرية بطول يفوق ال5.000 كلم والتي تغطي أغلب القرى والتجمعات السكانية النائية بالولاية. وستسمح أيضا بمد جسورها إلى الولايتين المجاورتين (إيليزي وأدرار)، بما يمكن من تأمين الاتصالات من الانقطاعات وتفادي عزلة الولاية.