تزامنا وعيد الأضحى المبارك، تتحول المجمعات السكنية والأحياء إلى حلبات مصارعة مفتوحة، في أجواء من الفوضى والإثارة، وهو الأمر الذي أصبح يشكّل مصدر إزعاج للأغلبية باعتباره اعتداء على الأضاحي. تشهد العديد من الأحياء الشعبية بالعاصمة، خلال هذه الأيام، وبمناسبة اقتراب حلول عيد الأضحى، وككل سنة، تنظيم مسابقات لمصارعة الكباش بين الأحياء من قبل الشباب والمراهقين، والتي تكون باختيار الكباش صاحبة القرون الطويلة وذات البنية القوية لإشراكها في الصراعات، والتي باتت تقليدا مرتبطا بالعيد. وتنتشر مصارعات الكباش بمختلف الأحياء التي تنظم، بشكل يومي، من قبل شباب الأحياء، على غرار السنوات الماضية، حيث تجلب أعدادا كبيرة من الفضوليين والمواطنين لمشاهدة هذه المصارعة، غير أن المثير للتساؤل هو أن هؤلاء الشباب غير آبهين بالأضرار التي يمكن أن تصيب هذه الكباش التي تعتبر أضاحي العيد وإحدى شعائر الدين الإسلامي، إذ انه ومنذ الساعات الأولى للنهار، يتجمهر الشباب والأطفال للفرجة في منظر يوحي بأنه تجمع لمشاهدة مباراة في كرة قدم وليس لحضور تناطح بين الكباش ووسط هتافات وتصفير وتصفيقات الحاضرين، تنطلق المعركة الدامية بين كبشين عادة ما يتراهن أصحابها على ان يقدم المنهزم فيهما مبلغا ماليا للفائز، وتعتبر المصارعة والتناطح بالكباش متعة ومصدر قوة للكثير من الشباب، ليطلعنا سفيان في هذا الصدد، أنه اختار كبشه بعناية تامة ليبارز به خلال هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك، ليضيف المتحدث أنه يفعل الأمر ذاته خلال كل عيد أضحى، ليضيف انه في كل سنة، يشارك ويكون الفوز من نصيبه. وقد عبّر العديد ممن التقت بهم السياسي عن تذمرهم من هذه الظاهرة التي تتخلل المناطق السكنية بإثارة أصحاب ما يعرف ب الداقة لفوضى عارمة وتجمع للأشخاص الغرباء من كل صوب وحدب وإثارة المشاكل حيث يدخل أغلبهم في مناوشات وصراعات حول الفوز، ويرى الكثير من المواطنين أن مثل هذه التصرفات غير لائقة ولها أبعاد كثيرة أهمها الجانب الديني حيث تستغل هذه الكباش للمبارزة وتخرج عن نطاقها كأضحية، وهو ما أطلعنا عليه مراد ليقول أنه يجب الحد من هذه الظاهرة السيئة التي أصبحت تصاحب كل عيد أضحى. زهرة فاسي: الظاهرة في تزايد مستمر وفي خضم هذا الواقع والظاهرة التي تظهر بحلول عيد الأضحى المبارك، صرحت زهرة فاسي، المختصة في علم الاجتماع، بأن هذه الظاهرة الاجتماعية ناتجة عن فراغ للأنشطة داخل المجمعات الشعبية، إذ تظهر أياما قبل العيد المبارك وقد اتخذت أبعادا خطيرة جدا، إذ أن هناك أشخاصا يعمدون لشراء كباش خاصة بالصراعات وليس للأضحية كما أن هناك من يقتني كبشا ويدربه لفترة طويلة، ليصارع به ثم يقوم بالتضحية به وهذا شرعا لا يجوز ونحن في هذه النقطة نشير إلى انه هنا يكمن دور الدين، حيث يجب على الدعاة التوعية عبر وسائل الإعلام قبيل العيد . إمام: الشرع حرم المصارعة والقمار بالحيوان من جهة أخرى، صرح الشيخ سعد الدين في اتصال ل السياسي ، بأن الشرع حرم المصارعة بالحيوان ونحن، للأسف، نرى الشباب يعمدون لاقتناء الأضاحي والمصارعة والقمار بها وهذا لا يجوز شرعا، حيث يتوجب على أضحية العيد ان تكون خالصة لله، عزوجل، ونحن نتوجه بالنصيحة للشباب والأولياء للتوقف عن مثل هذه التصرفات والتوقف عن هذه الظاهرة التي تعتبر انتهاكا للشعيرة الدينية والأضحية.