تشهد العديد من الاحياء الشعبية بالعاصمة في الايام الاخيرة وبمناسبة اقتراب حلول عيد الاضحى وككل سنة تنظيم مسابقات لمصارعة الكباش بين الاحياء من قبل الشباب والمراهقين والتي تكون باختيار الكباش صاحبة القرون الطويلة وذات البنية القوية لإشراكها في الصراعات، وللتعرف اكثر على هذه الظاهرة التي باتت تقليدا مرتبطا بالعيد قامت السياسي بجولة ببعض احياء العاصمة للوقوف و امام هذا الواقع الذي تشهده العديد من الاحياء على غرار أحياء بلدية باش جراح و التي تنظم بشكل يومي من قبل شباب الأحياء على غرار السنوات الماضية حيث تجلب أعدادا كبيرة من الفضوليين والمواطنين لمشاهدة هذه المصارعة غير أن المثير للتساؤل هو أن هؤلاء الشباب غير آبهين بالأضرار التي يمكن أن تصيب هذه الكباش التي تعتبر أضاحي العيد وإحدى شعائر الدين الإسلامي. قصدنا احد هذه الاحياء والذي يعتبر من بين الاحياء المعروفة بمصارعة الكباش والذي يستقطب العديد من المتفرجين من داخل وخارج الحي وهو حي واد وشايح الواقع ببلدية باش جراح والذي يشهد يوميا معارك دامية بين الكباش، كانت الساعة تشير الى الخامسة مساء عندما قصدنا المكان وهو الموعد المفضل لأغلبية الشباب للتجمع بإحدى الساحات الخضراء المحاذية للحي، اذ يقول زكي الذي التقينا به هناك انه قدم خصيصا من اجل متابعة المبارزة التي ستقاوم اليوم بين كبشين من اصحاب حي، اذ يقول انه ودائما ومنذ اسبوع تقريبا انطلقت مبارزة الكباش والتي تقام في المساء لانخفاض درجات الحرارة وليتمكن الجميع من حضورها من عمال وطلاب والتي تقام فيها عدة مبارزات في اليوم الواحد، وفي منظر يوحي بأنه تجمع لمشاهة مباراة في كرة قدم وليس لحضور تناطح بين الكباش ووسط هتافات وتصفيرات وتصفيقات للحاضرين انطلقت المعركة بين كبشين تراهن صاحباهما على ان يقدم المنهزم فيهما مبلغ مليون سنتيم للأخر، وبعد مبارزة دامت حوالي ربع ساعة وبعد سقوط احد الكبشين على الارض بنطحة قوية من قبل منافسه انتهت المباراة، حيث ان اللقاء هنا لا ينتهي الا بسقوط احد الكبشين، اقتربنا من يوسف صاحب الكبش الفائز في الصراع والذي كانت علامات الفرحة بادية على وجهه، حيث ومباشرة بعد انتهاء العراك قام بتزيين كبشه بالوان الفريق الذي يشجعه وهو فريق اتحاد الحراش للتباهي به، والذي اخبرنا انه قد قام باختيار كبشه بعناية قبل شرائه منذ ازيد من شهر كي يتمكن من تدريبه وليدخل به مسابقات صراع الكباش، ليضيف انه وفي كل سنة يشارك ويكون الفوز من نصيبه، اما محرز صاحب الكبش المنهزم فقد علق بالقول انه قد خسر مبلغ مليون سنتيم لكن الامر ليس مهما لانه سيشارك بكبشه في الايام المقبلة والتي سيكون فيها الحظ من صبيه فيها. مبالغ ضخمة وهدايا فخمة لاصحاب الكباش الفائزة وان كان يوسف ومحرز قد ترهنا على مبلغ مليون سنتيم فان فوزي الذي قدم هو ايضا مصحوبا بكبشه للمشاركة به في صراع الكباش يقول ان هناك عدة جوائز تقدم للفائز تختلف باختلاف المشاركين فيها، حيث يقول انها قد تتمثل في مبالغ مالية كبيرة تتجاوز الخمسون مليون سنتيم في بعض الاحيان او درجات نارية او حتى سيارات والتي كلما زادت حماسا زادت معها قيمة الجائزة، خاصة في الايام الاخيرة قبيل عيد الاضحى المبارك والتي يشتد فيها الحماس، ليروي لنا قصة حدثت في السنة الماضية بعدما تراهن صاحبا كبشين على سيارة تقدم للفائز وهو ما كان فعلا بعد انتهاء النزال، وفي منظر خلت منه الى الرحمة و الشفقة على الكباش اانطلقت المبارزة الثانية والتي انتهت بمنظر دموي مؤسف بعدما اصيب احد الكبشين بجروح على مستوى راسه ما ادى الى خسارته اللقاء، وعند سلنا لصاحبه عن مصير كبشه بعدما اصيب قال بان المشاركين هنا يجلبون معهم سكاكين من اجل ذبح الكباش عند حصول اي طارئ، ليضيف انه سيقوم بعلاج كبشه لان جرحه بسيط ولا يدعوا للقلق. ...و الظاهرة تثير استياء المواطنين في حين ان العديد من المواطنين الذين التقينا بهم استنكروا الموضوع الذي اعتبروه اساءة للحيوان والذي يجب ان يعامل برفق حتى ولو انه سيذبح بعدها، حيث يقول عيسى انه ورغم الالحاح الكبير لابنه من اجل اخذ الكبش ليشارك به في مسابقة تناطح الكباش التي تقام بحيه الى انه منعه لان مثل هذه التصرفات قد تسبب اصابات للكبش ما قد يجعله غير صالح ليكون اضحية للعيد زيادة على التعذيب الذي يتعرض له وادخاله في صراعات دموية رغما عنه، اما جميلة فتقول انها تستغرب وتستنكر مثل هذه التصرفات والتي تعتبرها تصرفات غير مسؤولة من شباب انعدمت في قلوبهم الشفقة بعدما جعلوا من صراع الكباش تسلية لهم والتي تسبب في مرات عديدة بإصابات بليغة للكثير من الكباش. امام تحريض الكباش و المبارزة بها محرما شرعا و لمعرفة وجهة الدين في هذه الظاهرة التي ال اليها العديد من الشباب في بعض الاحياء يقول الامام سعد الدين في اتصال هاتفي مع السياسي ان ظاهرة تحريض الحيوانات على بعضها، محرم من الناحية الشرعة فالرسول عليه الصلاة والسلام قد حثنا على الرفق بالحيوان ونهانا عن التحريض بين الحيوانات، ولهذا فان الاثم يقع على كل من يشارك او يشجع او حتى يشاهد مسابقات تناطح الكباش، ليضيف انه على الانسان اخلاص النية عند شراء الاضحية لان تكون اضحية لله عز وجل من اجل ان يضحي بها يوم العيد وليس للمشاركة بها في صراع الكباش ما يسقط عنه الاجر، كما حذر الامام سعد الدين المشاركين في هذه الظاهرة انه وان اصيبت الاضحية بأي حادث ككسر او جرح ويكون فيها اي عيب فستصبح غير جائزة للتضحية بها. وفي الاخير انصح الشباب بالتخلي عن مثل هذه التصرفات التي تعتبر من المحرمات.