تبنى 4 مسلحين اغتيال أرسيني بافلوف، أحد أقطاب المقاومة الشعبية جنوب شرق أوكرانيا وتوعدوا باغتيال رئيسي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين هناك. ألكسندر زاخارتشينكو، زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية، أن السلطات في دونيتسك كشفت عن هوية الرأس المدبرة لعملية الاغتيال هذه، وأضاف أن التحقيق مستمر على قدم وساق لاقتفاء أثر القتلة والقبض عليهم، معتبرا اغتيال بافلوف وهو ضابط برتبة عقيد في قوات دونيتسك المسلحة، إعلانا للحرب على دونيتسك. واستطرد قائلا: الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو انتهك بذلك الهدنة وأعلن الحرب علينا . دينيس بوشيلين رئيس مجلس الشعب في دونيتسك، أشار بأصابع الاتهام إلى كييف، واعتبر أن خلايا تخريبية نائمة تنشط في منطقة دونباس التي تضم جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد جنوب شرق أوكرانيا. واغتيل بافلوف مساء الأحد 16 أكتوبر بتفجير عبوة ناسفة في مدخل المبنى الذي كان يقطن في إحدى شققه في مدينة دونيتسك، وذلك لدى محاولته دخول المصعد الكهربائي قاصدا أحد الطوابق العليا، فيما كشف التحقيق عن أن العبوة الناسفة قد علقت على أحد كابلات المصعد، وجرى تفجيرها عن بُعد. ويأتي اغتيال بافلوف عقب تصريحات للرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، أكد فيها خلال احتفال بلاده بعيد جيشها في ال14 من أكتوبر الجاري، أن كييف لن تنفذ اتفاقات مينسك ما لم يتم حل المشكلة الأمنية في دونباس ، في إشارة ضمنية إلى ضرورة انصياع من تسميهم كييف بالانفصاليين هناك، وإعلانهم الطاعة لها. الرئيس الأوكراني، وفي إطار التصعيد الذي تمارسه إدارته، حسب المراقبين، أعلن في عيد الجيش كذلك عن تسليم قواته المسلحة 150 آلة وعربة عسكرية للحرب على الانفصاليين في دونباس . وأكد أن خطة مينسك تنص على إجراءات ومعايير واضحة، وأن أوكرانيا لن تتقدم على المسار السياسي ما لم يتم تنفيذ الحزمة الأمنية هناك، في إشارة ضمنية إلى استمرار روسيا في دعم دونباس ، وتنصلها، حسب كييف، من الضغط على الانفصاليين في دونباس في إطار التزاماتها هي الأخرى باتفاقات مينسك. يشار إلى أن روسيا، لم تعترف باستقلال دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا، فيما تعهدت بحماية السكان الروس هناك، ومستمرة في تقديم الدعم الإنساني والسياسي للجمهوريتين، وتسعى مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات مينسك للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانياوأوكرانيا. وقبل مفاوضات مينسك، أطلقت السلطات الأوكرانية في أفريل 2014 عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب ضد الجمهوريتين، في أعقاب ما سمي ب ثورة الميدان في كييف التي أطاحت بحكم فيكتور يانوكوفيتش، وأوصلت القوى اليمينية المتطرفة في أوكرانيا إلى السلطة، الرافضة للتكامل مع روسيا والمطالبة بدمج أوكرانيا في فضاء الاتحاد الأوروبي وحلف (الناتو). وتفيد بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأممالمتحدة، بأن النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، قد أسفر منذ اندلاعه عن سقوط زهاء ال5.9 آلاف قتيل، وإصابة 22 ألفا آخرين، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف عن مناطقهم هناك.