تفتح ورشة النجارة الفنية بأعالي القصبة أبوابها لاستقبال متربصين في هذه الحرفة التقليدية المشهورة في مدينة الجزائر، وتنتظر في كل مرة أن يلبي شباب المنطقة نداء مؤسسات التكوين المهني للتقرب من صاحبها خالد محيوت، كصانع محترف في مجاله. وما تزال الإعلانات تعلو مدخل ورشة خالد محيوت بشارع سيدي دريس حميدوش بأعالي القصبة حيث كتب عليها استعداده لتأطير الشباب الراغب في تعلم النجارة الفنية المشهورة في القصبة منذ القدم. وقال الحرفي محيوت، إنه مرتبط بمراكز التكوين المهني التي تود أن تعلم هذه الحرفة الفنية وقد سبق له أن أشرف على بعض الدفعات رغم قلة عناصرها ذلك أن الشباب لايرغبون كثيرا في مهنة النجارة خاصة إذا كانت فنية. وأضاف محيوت أنه في الوقت الحالي يعكف على تلقين هذا التراث المادي لأبنائه، خاصة أسامة الذي يحمل الكثير من الحب والتفاني لهذا الفن المرتبط ارتباطا وثيقا بالهندسة المعمارية لمدينة الجزائر. ولأن التكوين هو جزء من الصناعة التقليدية، اعترف خالد محيوت أن اليوم الوطني للحرفي الذي أقرته مؤسسات الدولة بتاريخ 9 نوفمبر من كل عام يجب أن يكرس مبدأ إعادة الاعتبار لكل حرفة بحكم ارتباطها بالذاكرة الثقافية والفنية والمعمارية للجزائر ككل. من جهته، أبدى الشاب أسامة محيوت حماسه لتوسيع مداركه في هذا المجال خاصة من ناحية ترميم القطع التراثية الكثيرة التي لا تجد من يتكفل بها ويعيد إليها الحياة. وهو ينتظر فرص التكوين في الخارج لتعلم مبادئ الترميم والمحافظة. جدير بالذكر أن حرفة النجارة الفنية ورثها خالد محيوت أبا عن جد ويعد من القلائل الذين يتقنون هذه الحرفة اليوم، خاصة في قصبة الجزائر التي فقدت الكثير من معاليمها. ويحن محيوت إلى زمن تهافت فيه الناس على كثير من الأدوات المنزلية، على غرار شبابيك (المشارابي) و(الرشيشقة) و(المرافع) و(الدوح) وحتى (درابيز) المنازل وأعمدتها الصلبة. وعن أهمية التكوين في مجال الحرف والصناعات التقليدية، أكد رضا يايسي رئيس الفيدرالية الوطنية للحرفيين الجزائريين، أن الاتفاقية المبرمة مع وزارة الصناعة التقليدية في 2015 أتت بثمارها بحيث يتكفل حرفيون محترفون بتكوين الطلبة عبر مراكز التكوين المهني وأن نسبة استجابة هذه الأخيرة للاتفاقية وصل إلى 60 %. وكشف يايسي بالمناسبة، عن إطلاق سلسلة من الدورات التكوينية في مجال الحرف و البناء بحر العام المقبل 2017 وتأسيس أكاديمية ستستعين بإطارات جزائرية ناجحة لتكوين الشباب هنا بالجزائر. وتحتضن ساحة البريد المركزي منذ 3 نوفمبر وإلى غاية 20 من نفس الشهر معرضا للصناعة التقليدية بمشاركة 14 ولاية من بينها تلمسان كضيف شرف هذه الدورة بمناسبة اليوم الوطني للحرفي.