انتقدت بعض نقابات التربية الوطنية قرار الوزارة الوصية بتعميم تطبيق مناهج الجيل الثاني على السنوات الثالثة والرابعة ابتدائي والثانية والثالثة متوسط بداية من الموسم الدراسي المقبل، مشيرين إلى الارتجالية في التطبيق التي صاحبت برامج الجيل الثاني خلال السنة الجارية والأخطاء التي تضمنتها الكتب، ورغم ذلك، تستمر الوزارة في عملية التطبيق عوض التعديل والإصلاح وفتح باب الاستشارة والتشاور مع الشركاء الاجتماعيين قبل الذهاب إلى أي تعميم. وفي هذا السياق، أوضح مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام بالاتحاد العام للتربية والتكوين اينباف في تصريح ل السياسي ، فيما يتعلق بمناهج الجيل الثاني، أن الوزارة لم تقم باستشارة الشركاء الاجتماعيين والخبراء في الشأن التربوي قبل الذهاب إلى اتخاذ أي قرار يخص تطبيق برامج الجيل الثاني على السنوات المتبقية في الطور الابتدائي والمتوسط، مشيرا إلى أن ما جاء في كتب السنة الأولى والثانية ابتدائي والأولى متوسط مجرد مقررات قديمة مستنسخة حذفت منها بعض الدروس والآيات لا أكثر ولا أقل وبقيت نفس الكتب لا تحمل أي جديد، مضيفا أن هذه الكتب المدرسية للجيل الثاني تتضمن أخطاء كبيرة وكثيرة لم يتم تعديلها وتصحيحها لحد الساعة، قبل أن يؤكد أن الخطأ المتعلق بمادة الجغرافيا للسنة الأولى متوسط واستبدال دولة فلسطين بدولة الاحتلال الإسرائيلي على خريطة العالم لا يزال متواجدا بالصفحة 70 و72، رغم أن الوزارة قامت فقط بحذف الصفحة 65 إضافة إلى الأخطاء العلمية في كتاب الفيزياء والأخطاء اللغوية. مناهج الجيل الثاني محكوم عليها بالفشل وأضاف عمراوي، أن تطبيق مناهج الجيل الثاني تم في عجالة وهو محكوم عليه بالفشل، مشيرا إلى أن الوزارة تواصل في نفس السيناريو والتجربة لإصلاحات 2003، مشيرا إلى أن الحديث عن تطبيق مناهج للسنوات المقبلة دون استشارة واسعة واستمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي إلى نفس المشكل والوقوع في نفس الأخطاء الفادحة والنقاط السلبية، مؤكدا أن الهدف من مناهج الجيل الثاني في نشر القيم وروح الوطنية بعيد كل البعد عن ما تتغنى به الوزارة. لابد على الوزارة من التعديل والإصلاح قبل التعميم بدوره، أكد قويدر يحياوي، المكلف بالإعلام بنقابة الاسانتيو ل السياسي ، أن النقابة تفاجأت بقرار الوزارة الاستمرار في إصلاحات الجيل الثاني وتعميمها على لباقي السنوات المقبلة، موضحا أنه كان لابد عليها من تصحيح الأخطاء في الكتب الحالية قبل الذهاب للسنوات المتبقية، متسائلا عن كيفية تلقين هذه المناهج لسنوات الرابعة ابتدائي السنة المقبلة وهم لم يدرسوها من قبل كون العملية لم تطلهم، مضيفا أنه كان أولى على الوزارة تعديل والإصلاح بل الذهاب إلى التعميم وأن يقتصر هذا الأخير على السنة الثالثة ابتدائي والثانية متوسط الذين درسوا برامج الجيل الثاني خلال هذه السنة حتى يكون هناك استمرارية، أما الرابعة ابتدائي والثالثة متوسط، فهم لم يتلقوها ودرسوا بالنظام القديم يقول المتحدث الأمر الذي سيؤثر على مردود التلاميذ الدراسي. استيعاب الأساتذة لمناهج الجيل الثاني كارثي وفي ذات السياق، وصف يحياوي، استيعاب الأساتذة والمعلمين لمناهج الجيل الثاني بالكارثة، مؤكدا أنه رغم الدورات التكوينية التي نظمتها الوزارة لصالحهم، إلا أن الواقع والميدان يؤكد عدم تأقلم الأساتذة والمعلمين بعد مع مناهج الجيل الثاني، كون الأساتذة تعرفوا على هذه المناهج مع بداية السنة الدراسية في الوقت الذي كان لابد على الوزارة تنظيم دورات تكوينية سنة من قبل التطبيق، مشيرا إلى وجود ارتجالية في التطبيق. وكانت وزارة التربية قد قررت الشروع بداية من الدخول المدرسي المقبل، في تطبيق مناهج الجيل الثاني في السنتين الثالثة والرابعة ابتدائي والسنتين الثانية والثالثة متوسط في إطار الإصلاحات التي يقوم بها القطاع في المنظومة التربوية، وذلك قبل المرور إلى السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط والتعليم الثانوي بالتدريج خلال السنوات المقبلة، في الوقت الذي عينت الوزارة لجنة خاصة على مستوى المعهد الوطني للبحث في التربية من أجل تقييم ومراقبة كل المؤلفات والكتب المدرسية الخاصة بالجيل الثاني التي ستوزع خلال السنة المقبلة، من أجل تفادي حدوث أي اختلالات أو أخطاء، حيث أعطت تعليمات صارمة لأعضاء اللجنة من أجل تقديم تقارير مفصلة عن الكتب الخاصة بالجيل الثاني، التي ستوزع خلال السنة المقبلة، وإقامة تقييم شامل وتمحيص دقيق في كل الكتب الجديدة المذكورة لتفادي أي أخطاء قد يتم إغفالها، مثلما حصل مع كتاب الجغرافيا العام الماضي، داعية إلى تقديم هذه التقارير قبل نهاية الفصل الثالث من أجل الشروع في طبع الكتب وتوزيعها على المؤسسات التربوية وتفادي التأخر مثلما حصل العام الماضي.