أزيحت ظاهرة أغنية الغيوان في الجزائر ولا سيما بوهران ببروز طابع الراي ، حسبما أكده اليوم الأربعاء بوهران المشاركون في مائدة مستديرة حول الطابع الموسيقي الغيوان. وقد عرفت موسيقى الغيوان في الجزائر وخصوصا بوهران نجاحا كبيرا في السبعينيات والثمانينيات وجزء من التسعينيات، ومع بروز مجموعة من الفرق في هذا الطابع الغنائي ذي الأصل المغربي أشهرها أهل الديوان و هداوة ، قبل أن يترك مكانه لأغنية الراي كما أشير إليه، خلال هذا اللقاء الذي يشكل جزء من سلسلة التظاهرات المنظمة تحت عنوان الذاكرة الثقافية لمدينة وهران بمبادرة من مركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران. وقد تمت دعوة أعضاء من هاتين الفرقتين لتلك الفترة إلى هذه المائدة المستديرة على غرار، محمد دهان مؤسس أهل الديوان والهبري لتقاسم ذكرياتهم والحديث عن تجاربهم. لقد كانت أغنية الغيوان الطابع السائد في تلك الفترة. وبالنسبة لهواة الموسيقى والموسيقيين على حد سواء يعد هذا الطابع القادم من المغرب جزء من التراث المغاربي ، حسبما أبرزه أمين دلاي الباحث في المركز المذكور والمتخصص في شعر الملحون مضيفا بأن هذا الطابع كظاهرة جماهيرية قد اختفى نوعا ما وقد أزاحه طابع الراي. كما أشار في هذا الإطار، إلى أن خصوصية نوع الغيوان تكمن في أنه يستمد نصوصه من الشعر الملحون لا سيما في بداياته. كانت أغنية الغيوان ليس فقط لدى فرقتي +جيل جيلالة+ و +ناس الغيوان+ تستمد رصيدها من الملحون ليس لمؤلفين من المغرب، فحسب ولكن أيضا لشعراء جزائريين قدامى ومعاصرين وفق ذات المصدر. ومن جهته قدم بلقاسم بوميديني الباحث بمركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية والذي أعد أطروحة ماجيستر حول فرقة ناس الغيوان لمحة تاريخية حول هذه الفرقة وظهورها وأعمالها وكذا فرقتي جيل جيلالة و المشاهب . كانت هذه الفرق تستمد من الملحون ولكنها كانت تؤلف أيضا، نصوصها الخاصة التي تصف البؤس والحقرة والحياة اليومية ومشاكل الشباب في المجتمع المغربي. كانت هذه الفرق أيضا تعرف بأغانيها الملتزمة لا سيما حول فلسطين يضيف نفس المتدخل. ومن جهة أخرى، تحدث أعضاء أهل الديوان و هداوة عن تجاربهم ذات الصلة بهذا الطابع الموسيقي مشيرين إلى بعض الطرائف المرتبطة بمشوارهم الفني مع التذكير بمشاركتهم في مهرجانات كبيرة للموسيقى في الجزائر والخارج.