إجتمع عناصر فرقة «الغيوان» الوهرانية في سهرة رمضانية ليلة أوّل أمس لإمتاع جمهور متعطّش لأغاني الزمن العتيق ذات الطابع المغاربي على خشبة مسرح عبد القادر علولة. حيث قدّمت الفرقة باقة غنائية متنوعة من كلماتها الخاصة وأغاني لكل من فرقة المشاهب وناس الغيوان المغربيتين كما استذكروا روح الفنان الراحل العنقى بأغنية «الحمام لي ربيتو»، حيث أن الفرقة المتكاملة والتي رددت طيلة السهرة أغاني من التراث المغاربي توزعت على مجموعة من الآلات الموسيقية ألهبت المسرح بالكلمة والنغم بقيادة رئيس الفرقة الفنان دحان سعيد ألقوا على مسامع الحضور كلمات من أغاني جيل «الوقار والحياء» محافظين على الطابع الغيواني الملتزم بأبعاده التوعوية التربوية المكتنز بالحكم والمواعظ وهذا ما عوّدتنا عليه مثل هذه فرق التي تصلح لأن تكون مدرسة مبنية على النغمة والكلمة لتوعية الشباب بطريقة سلسلة تجعله على دراية بكل ما يحيط به في الساحة السياسية والإجتماعية والمطالبة والسعي لتحسين أوضاعه بالشكل اللائق كشباب من أمة عربية مسلمة لها تاريخ عريق إذ تحرص فرقة الغيوان على إيصال الكلمة الهادفة بطريقة تحفيزية للمضي قدما نحو مستقبل مشرق يليق بشباب عربي مسلم وهذا ما نلمسه من قديم وجديد أغانيها التي اهتمت منذ السبعينيات بحال الأمة العربية وبكت القضية الفلسطينية على مدار السنين وغنت لها في المحافل والمناسبات اهتمت منذ السبعينيات بحال الأمة العربية وبكت القضية الفلسطينية على مدار السنين وغنت لها في المحافل والمناسبات اهتمت بالأزمة في العراق وظلت على عهدها بتتبع كل ما يجري في الساحة العربية سواء في الواجهة السياسية أو الإجتماعية بغية النهوض بالأمّة. وللإشارة فإن فرقة الغيوان الوهرانية التي برزت بداية السبعينيات كثاني فرقة قوية واسعة الجمهور بعد فرقة ناس «الغيوان المغربية» عادت خلال السنوات الأخيرة بقوة بعد توقف دام سنوات اندثرت فيه أكثر من 16 فرقة غيوانية كانت تنشط في مدينة وهران نظرا لما كان يهدّدها من خطر خلال العشرية السوداء التي مرت بها البلاد وشهدت سيول دماء جارفة راح ضحيتها العديد من الفنانين الأوفياء للفن العتيق والساعين لرفع راية الوطن ومع ذكرى رحيل أحد منهم هؤلاء العمالقة وهو شهيد الخشبة عبد القادر علولة عادت الفرقة بعد أن أحيت حفلا فنيّا ساهرا سنة 2004 على ذات الركح وقد كانت عودتها تحت أسامي متعددة على غرار أهل الديوان والسراب إلى أن استقرّت مؤخرا على إسم «الغيوان» والتي من خلالها روت عطش الجمهور الملتهف للكلمة الملتزمة التي تبني وترمم جدار الذوق لدى الشباب «الهامل » في ساحة فنية صاخبة هوت به في لجّة بحر عميق من الرداءة وبعتثه للسير نحو سلّم تنازلي مستمّر .