أكد مشاركون في يوم دراسي حول المسرحي عبد القادر علولة، أول أمس، بيسر ببومرداس، بأن المسرح عند المرحوم علولة ليس فقط فرجة ومهنة، وإنما يتعداه إلى رؤية للعالم وموقف من الواقع والوقائع اليومية. وأكد المتدخلون في هذه الفعالية التي عرفت حضور كتاب ونقاد في المجال، بأن المسرح عند هذا الأخير هو بمثابة مؤسسة للأفكار أو منظومة أفكار حول المجتمع، حيث كان علولة في هذا المجال صانعا ماهرا بالقدر الذي كان مناضلا ملتزما ومصلحا اجتماعيا. واعتبر الكاتب المسرحي والباحث المغربي عبد الكريم بالرشيد في مداخلته حول عبد القادر علولة: الإنسان والمسار والمشروع ، بأن علولة حاول من خلال تجربته الرائدة لبعث مسرح ما أصبح يعرف بالحلقة التي اهتدي إليها استنادا إلى موروثه الثقافي بحيث زرع القيم الجديدة وتأسيس المعاني الجديدة في وطن حديث الاستقلال ويعيش مرحلة انتقالية. وكان علولة واعيا بخطورة رسالة المسرح، يضيف الناقد المسرحي بالرشيد، لذلك تعامل مع مسرح الحلقة الذي كان يجتهد لتأسيسه وتأطيره من مبدأ أن لكل زمان ومكان وإنسان مسرحه الذي يختلف عن غيره، لذلك ثار ضد كل القوالب المسرحية الجاهزة التي يهيمن عليها المجتمع الغربي بأفكاره ومبادئه. وذكر الباحث غريبي عبد الكريم من جامعة مستغانم في نفس السياق، وهو التوجه الذي أكده الإعلامي حيمدة العياشي في مداخلته كذلك، بأن المرحوم علولة آمن بأن خطورة المسرح تكمن أساسا في وظيفته كخدمة عمومية يؤديها بهدف تحقيق المجتمع الآخر والتغيير في كل مناحي الحياة انطلاقا من الأفكار و المبادئ. وعرف علولة روح المسرح أكثر، حسب الباحث غريبي، عندما خرج من قوالب البناية المسرحية الجاهزة والعلبة الإيطالية أو نموذج المسرح الإيطالي السائد في أوروبا والمقلد كثيرا في دول العالم الثالث، حيث بفضل ذلك، تمكن من التحرر من القواعد المدرسية السائدة في المجال وانتقل إلى المسرح المعاش وصولا إلى تجربته الرائدة من خلال مسرح الحلقة . ف مسرح الحلقة ، يضيف المتدخل، يعتمد في جوهره على الذهاب إلى الناس وجعلهم شريكا في العمل من خلال حفل شعبي يجسده الحكواتي وفق بنية مسرحية جديدة خالية من الديكور والزخرفة المزيفة ولغة مسرحية جيدة وشيّقة. وتضمنت هذه التظاهرة، التي انطلقت بقاعة المعارض العريقة لمدينة يسر، عروضا لعدد من المسرحيات، على غرار مسرحية آخر حلقة لجمعية المقهى الأدبي بولاية سيدي بلعباس. وتم خلال اليوم الدراسي إلقاء مداخلات متنوعة تعالج أهمها قضية توظيف الموروث الشعبي في مسرح عبد القادر علولة من تنشيط الباحث الجامعي والمسرحي عبد الكريم برشيد من المملكة المغربية وأخرى مسرح عبد القادر علولة والفعل الثقافي الوطني من تنشيط المسرحي والباحث عبد الكريم غريبي من جامعة مستغانم. وتضمنت هذه الفعالية كذلك عرض أفلام وثائقية متنوعة حول المرحوم عبد القادر علولة، على غرار الوثائقي الذي عالج البعد العربي في مسرح عبد القادر علولة للمخرج علي عيساوي وفيلم علولة ومسرح الحلقة لنفس المخرج وعرض شريط فيديو حول مسرحية العلق التي كتبها وأخرجها المرحوم عبد القادر علولة. يذكر أن التظاهرة التي اختتمت اليوم أشرف على تنظيمها جمعية سيرتا الثقافية بالتنسيق مع بلدية يسر ومديرية الثقافة والديوان الوطني للثقافة والإعلام والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.