أكد خبير التراث الثقافي، منير بوشناقي، بالجزائر العاصمة، أن حالة الآثار في البلدان العربية، خاصة سوريا، أصبحت مأساة ثقافية وتهديدا للذاكرة الإنسانية برمتها. وأثناء ندوة حول التراث الثقافي المهدم في وقت النزاعات المسلحة، قدّم منير بوشناقي، مدير عام سابق للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي تحت إشراف اليونسكو ، عرضا مطولا حول الأضرار اللاحقة بالآثار في سوريا وحتى في العراق وليبيا. ولدى تطرقه إلى المأساة الثقافية التي تعيشها المدن السورية، على غرار حلب وتدمر وحتى الموصل ونمرود في العراق، دق الخبير ناقوس الخطر بشأن حالة الآثار في ليبيا، معتبرا الأهمية الكبيرة للآثار الرومانية في الحوض المتوسط والذي يتعرض للهدم والممتد حاليا إلى المحطات الصخرية بتادرارت أكاكوس وهو موقع يصل إلى غاية الجزائر في طاسيلي ناجر. وردا على دعم اليونسكو للمواقع الجزائرية المصنفة في التراث العالمي، ذكر الخبير أن المنظمة الأممية لا تملك أي سلطة وعليها أن تحترم سيادة الدول الأعضاء التي باشرت تطبيق مبادئ واتفاقيات اليونسكو من خلال آليات داخلية. وحسب الخبير، فإن المواقع الأثرية لتيمڤاد وجميلة تثير مشكلا فيما يخص الحفظ بسبب تنظيم مهرجانات غير بعيدة عن هذه المناطق التي تتطلب، حسب رأي الخبير، عمليات تنقيب جديدة. وتضم اتفاقية التراث العالمي حاليا المصادق عليها سنة 1972 والتي صدقت عليها الجزائر سنة 1974، 193 دولة. وتضم الجزائر سبعة مواقع أثرية مسجلة في قائمة التراث العالمي. وبالتعاون مع وزارة الثقافة، يتوقع منير بوشناقي تنظيم بمشاركة الخبراء الافارقة العرب ورشة في سبتمبر المقبل بالجزائر العاصمة حول إعداد ملفات التصنيف. وخلال الندوة، قدّم منير بوشناقي، وهو اليوم مستشار لدى منظمة اليونسكو ، عرضا عن كتابه بعنوان التراث المشوه.. هذه الكنوز الإنسانية التي شوهها جنون الرجال .