جاء العرض المسرحي الجديد للمخرج سمير زموري كاتب ياسين.. حتى لا ننسى ، الذي سيعرض قريبا ببعض ولايات الوطن جامعا لمختلف الأشكال الفنية، ليكرس بذلك مقولة أن المسرح أبو الفنون من خلال أعمال أدبية للأديب العالمي الراحل، كاتب ياسين، لا تزال تلهم المبدعين في المسرح، حسبما ذكره المخرج. ويعكس هذا العمل المسرحي الذي سيقدم بغليزان بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمسرح المصادف ل27 مارس من كل سنة وتليها المحطة الثانية بدار الثقافة لتلمسان يوم 30 من ذات الشهر قدرة أعمال كاتب ياسين في تجسيدها فوق الخشبة ونجاحه في تمسرح إبداعاته الأدبية، حسبما ذكره سمير زموري، الذي سبق وأن قدم عرضه الأول بوهران بمناسبة إحياء ذكرى وفاة صاحب رائعة نجمة . وتضمنت مسرحية كاتب ياسين.. حتى لا ننسى الذي استهلت بعرض فيديو حول المسار الثقافي والأدبي للراحل كاتب ياسين (1929 -1989) لوحتين لمسرحيته غبرة الفهامة التي لا تزال تلهم المبدعين في الفن الرابع لاسيما منهم الشباب وأربعة أعمال إبداعية أخرى لهذا الأديب على غرار الجثة المطوقة . وقد وظف سمير زموري في هذا الإسهام الذي جاء تكريما للكاتب المسرحي والروائي الفذ الراحل كاتب ياسين ألوانا من الفنون البصرية والسمعية من شعر وموسيقى ورسم وكوريغرافيا ورسم تشكيلي لتصنع فرجة مسرحية لكوكبة من الممثلين الشباب يحرصون على اقتفاء آثار من صنعوا مجد المسرح الجزائري تأليفا وإخرجا وأداء. واستطاع صاحب هذه المسرحية التي هي عبارة عن تركيبة شعرية ممسرحة في إحداث تجانس فني بين التمثيل المسرحي والإلقاء الشعري والعزف فوق الركح وأداء لقطات من التعبير الجسدي للكوريغرفيا من توقيع المبدعة أمال. وتتجلى المسحة الأدبية في هذه المسرحية التي استخدمت فيها اللغات العربية والامازيغية والفرنسية من خلال تقديم مقاطع لأبيات شعرية مستمدة من قصائد الديوان المشهور مناجاة الذي ألفه الراحل كاتب ياسين في سنة 1946 والذي يعد من باكورة أعماله الشعرية ويقرأها في هذا العرض إدريس بوروف ووسيلة باربار وإيمان بن يحيى ترافقها قطع موسيقية عزفها على آلة القيثار هشام بن عمارة. ويريد المسرحي سمير زموري من هذا العرض الذي يرى أنه مهمة صعبة وشيقة في أن واحد لإخراج عمل فريدا من نوعه إبراز كاتب ياسين كشخصية أدبية جزائرية مرموقة حققت نجاحا باهرا في مختلف الألوان الإبداعية حيث أنه كان شاعرا عاشقا لعذب القوافي وروائيا متحكما في تقنيات السرد ومسرحيا متمرسا جسد أكثر أعماله فوق خشبة المسرح فضلا على أنه كان صحفيا مشهورا. كما أن الجديد في كاتب ياسين.. حتى لا ننسى المنتجة من قبل جمعية الفن النشيط لوهران أنها توجت بمونولوغ يستحضر عمالقة المسرح في الجزائر من تقديم الممثل الهاوي زكاريا بن سالم ذي التاسعة ربيعا موضوعه مقتبس من أعمال مسرحية خالدة منها (حمق سليم) و(الاجواد) لعبد القادر علولة مبرزا في هذا العمل شخصية جلول الفهايمي الذي أداها سيراط بومدين و(القراب والصالحين) لعبد الرحمان كاكي و(حافلة تسيير) لعز الدين مجوبي. وتختتم المسرحية بعرض لوحتين فنيتين لكاتب ياسين وعبد القادر علولة من إنجاز الرسامين باباجي تفسوت ورضوان بوعرفة من مدرسة الفنون الجميلة لوهران حيث يتم إنجازهما أثناء عرض المسرحية لإبراز للجمهور أن مسيرة المسرح الجزائري متواصلة بفضل الشباب الذين يحملون المشعل لإضاءة الركح بإبداعاتهم، على حد تعبير المخرج سمير زموري، لافتا أن الجماليات الفنية المعتمدة في العرض كانت كأدوات لرفع القبعة لهذه الشخصية الأدبية والفنية التي أثرت المسرح الجزائري. ومن أعمال المسرحي سمير زموري أنه أخرج وألف منولوغ (محمد في بلاد السراب) الذي يعالج يوميات الطلبة في المهجر وأعمال مسرحية أخرى ونال جوائز في تظاهرات مسرحية وطنية ومغاربية وشارك في أداء أدوار في بعض الأعمال السينمائية كما أنه يشرف على تكوين الشباب في مختلف الأشكال الفنية للمسرح.