يؤكد الإرهاب مرة أخرى أنه بلا دين، حيث اهتز الشارع المصري من جديد على ضربات إرهابية مست اثنين من أكبر المدن المصرية، طنطا والإسكندرية، من خلال استهداف كنيستين، حيث سقط عشرات القتلى ومئات الجرحى، مما أثار هلعا كبيرا وسط سكان المدينتين، واستنفارات قصوى لدى السلطات السياسية والأمنية في مصر، التي توعدت برد قاس على المتورطين في ذات القضية. أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية مقتل ازيد من 30 شخصا وإصابة 71 آخرين بانفجار جسم غريب داخل كنيسة مارغرغس بشارع النحاس في طنطا بمحافظة الغربية بدلتا النيل، على بعد 120 كيلومترا شمال القاهرة، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل شخصان بينهما ضابط، وإصابة 21 آخرين بتفجير انتحاري في محيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. وقال شهود عيان من أهالي شارع فؤاد بالأسكندرية إنه سمع دوي انفجار بالقرب من الكنيسة. وتوقفت حركة المرور بمنطقة محطة الرمل بوسط البلد، حيث مكان الواقعة. في غضون ذلك، أشار خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، في بيان له، إلى أنه تم نقل 13 قتيلا إلى مستشفى الجامعي، و8 قتلى إلى مستشفى المنشاوي العام، فيما تم توزيع المصابين على مستشفيات الجامعة والمنشاوي العام والمواساة والأمريكان، وجميعهم يتلقون العلاج اللازم. وأوضح مجاهد أن أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة، شكل لجنة كانت في قلب الحدث فور وقوع الحادث، متكونة من شريف وديع، مستشار الوزير للرعايات وأحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف المصرية ومحمد شوقي، رئيس قطاع الطب العلاجي، لتوفير كافة الرعاية الطبية للمصابين والتأكد من توفر أكياس الدم. وفي سياق متصل، قال محافظ الغربية، اللواء أحمد ضيف، للتلفزيون المصري إن الانفجار حدث داخل الكنيسة أثناء الصلاة، حيث تم زرع القنبلة في الصف الأول. وأضاف أنه انتقل لموقع الانفجار، لافتا إلى أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى المنشاوي والمستشفى الجامعي، وجار حصر أعداد الضحايا بالكامل. ووقع الانفجار أثناء استعداد المسيحيين لإحياء أحد الشعانين الذي يبدأ معه الأسبوع الأخير الذي يسبق عيد الفصح. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقطع فيديو يبرز اللقطات الأولى لتجمع المواطنين في موقع الحادث. وأظهر التسجيل مشاهد جثث بعض القتلى ملقاة على الأرض أمام كنيسة مارغرغس بطنطا وداخلها. وعززت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية إجراءاتها بمحيط الكنائس ودور العبادة، تزامنا مع احتفالات الأقباط بصلوات أسبوع الآلام ، التي تبدأ ب أحد السعف أمس الأحد. ويأتي الانفجار قبل 10 أيام من زيارة سيقوم بها بابا الفاتيكان لمصر في 28 و29 أفريل الجاري. تجدر الإشارة إلى أن داعش الإرهابي كان قد تبنى التفجير، الذي وقع داخل الكاتدرائية المرقسية في العباسية وسط القاهرة نهاية العام الماضي، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصا وإصابة 70 آخرين بجروح. كما نشر التنظيم تسجيلا مصورا يهدد فيه المسيحيين الأقباط في مصر، ناقلا فيه ما قال إنه الرسالة الأخيرة للانتحاري المسؤول عن تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة في ديسمبر الماضي. وأعلن داعش مسؤوليته عن هجوم الكنيسة من خلال بيان حمل اسم الدولة الإسلامية في مصر وليس ولاية سيناء ، مما يوضح أن التنظيم مد عملياته إلى أنحاء أخرى من البلاد.