تعرف الشواطئ بعد فترات الإفطار إقبالا كبيرا للعائلات، وذلك لقضاء أوقات منعشة بعيدا عن أجواء الحرارة التي قضوها طيلة فترات اليوم، وهو ما اطلعت عليه السياسي في زيارة ميدانية لبعض الشواطئ أين تفد عشرات العائلات للشواطئ بعد الإفطار في أجواء رمضانية خالصة. الشواطئ ملاذ العائلات بعد الإفطار تشهد الشواطئ إقبالا واسعا من طرف العائلات والمواطنين بعد ساعات قليلة من الإفطار، إذ تشد العائلات الرحال للشواطئ بعد الإفطار مباشرة، لتتحول هذه الأخيرة إلى فضاء عائلي خالص بالتوافد الكبير والكثيف للعائلات وذلك لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن الأجواء الحارة التي تصاحب فترات اليوم ومع ساعات الصيام الطويلة والشاقة ليكون البحر بذلك متنفسا لهم، يزيح عنهم عناء ومتاعب اليوم الطويل والمليء بالحركة من عمل وغيرها من الأنشطة، إذ يفضّل كثيرون التوجه للشواطئ بعد فترة الإفطار مباشرة للمكوث بها والتمتع بنسيم البحر المنعش، واغتنام فرصة الشهر الكريم وفترة ما بعد الإفطار أين يكون الأغلبية جاهزا للتنقل بحرية، وهو ما أطلعتنا عليه أميرة لتقول في هذا الصدد أن الشواطئ هي ملاذها الوحيد بعد فترة الإفطار لتضيف بأنها تقضي أوقاتا ممتعة رفقة عائلتها ليشاطرها الرأي رفيق ليضيف أنه بعد الإفطار، يتوجه إلى الشاطئ لقضاء أوقات منعشة وممتعة رفقة أصدقائه. وتشهد الشواطئ حركة نشطة غير مسبوقة خلال شهر رمضان المبارك، وهو مازاد إقبال المواطنين عليها بعد فترات الإفطار، إذ تشهد أجواء عائلية خالصة من لهو وسمر وأجواء مرح إضافة إلى منظر البحر الهادئ ليلا والذي تختلف ملامحه ما يجعل الكثيرين يغتنمون فرصة فترة شهر رمضان المبارك للتوجه إليه والاستمتاع بالمنظر الذي يبدو عليه ليلا، كما لا تخلو الشواطئ ليلا وتزامنا مع شهر رمضان المبارك من الشاي الذي يباع على الشواطئ والذي له ميزته وذوقه الخاص والذي يفضّله الكثيرون إذ يلقى إقبالا كبيرا، حيث يجد كثيرون راحتهم وضالتهم في ارتشاف الشاي على رمال الشواطئ وقضاء أوقات ممتعة والتي لا تخلو من الأجواء الرمضانية، حيث نجد أن الكثيرين يستمتعون بالأمر وهو ما أطلعتنا عليه فايزة لتقول ان تناول الشاي على الشاطئ له نكهته الخاصة، لتضيف: وخاصة أن الأمر يتزامن ورمضان الذي أضاف أجواء خاصة ، ولا يقتصر الامر على الشاي، بل يمتد إلى المشروبات والمرطبات والمثلجات، حيث يستمتع كثيرون بتناول ما لذ وطاب منها خاصة أن الأجواء حارة. ومن جهة أخرى، تفضّل عائلات اصطحاب المحليات والشاي المجهز منزليا وتناولهما غداة مكوثهم بالشاطئ وهو ما أطلعتنا عليه فاطمة لتقول في هذا الصدد أنها طالما اصطحبت معها المأكولات وتناولها رفقة عائلتها على الشاطئ لتضيف المتحدثة ان الأمر ممتع ومسل جدا وله طابع خاص، ويمكث العديد من الأشخاص بالشاطئ أطول وقت ممكن إلى غاية موعد السحور في بعض الأحيان وذلك لجاذبية وميزة الأجواء، إذ يقضون السهرة الرمضانية بكل حذافيرها وهو ما أطلعنا عليه رياض ليقول في هذا السياق أنه يقصد الشواطئ ويمكث بها لساعات متأخرة من الليل. السحور على الشاطئ أصبحت شواطئ وميناء الجميلة بعين البنيان، (لامادراك)، مقصدا سياحيا للقادمين من قلب العاصمة وضواحيها، وباقي البلديات والولايات المجاورة، بعد أن اكتشفوا أن السباحة مسموح بها ليلا تحت الأضواء الخافتة بالشاطئ الاصطناعي، حتى أن الكثير من العائلات باتت تفضّل تناول سحورها على الشاطئ في جو منعش على وقع رائحة الشواء و البوراك . وما لمسناه ونحن نتجول بميناء الجميلة طيلة الساعات التي قضيناها هناك، هو أن سكان العاصمة (عائلات وشرائح شبانية) وباقي الوافدين من البلديات والولايات المجاورة، بدأوا يكتشفون سحر (لامادراك)، اكتشفوا السباحة المسموح بها والمؤمّنة تحت الأضواء الخافتة، فهم اعتادوا على رؤية البحر من نوافذهم، ولكنهم لا يصلون إليه لندرة الأمكنة التي تلاقيهم بالبحر، حتى أن بلال، القادم من البليدة يقول إنه تناول سحوره رفقة عائلته للمرة الثالثة بالشاطئ الاصطناعي، بعد أن أعجب بالأجواء السائدة فيه. ففي حدود منتصف الليل، كانت أغلب العائلات تتجه صوب الشاطئ الاصطناعي المزود بمدرج، كما لو أنك في ملعب كرة القدم، للاستمتاع بنسمات البحر المنعشة على أمل كسر الروتين وتجديد الطاقة والدخول في يوم جديد. لكن أينما يكون الجميع، فثمة دخان ورائحة الشواء و البوراك المعد بسمك التونة وباقي الأسماك واللحوم الحمراء، بعد أن دخل بعض أصحاب المطاعم في سباق مع الوقت لتحضير ما لذ وطاب لاستقبال الزبائن، خاصة وأن النمط الاستهلاكي للجزائريين قد تغيّر بشكل كبير، في ظل تغيّر بنية العلاقات الأسرية وبات الكثير من الناس يفضّلون الأكل خارج البيت.