تفضّل العائلات العنابية خلال شهر رمضان، تناول وجبة الإفطار على مستوى الشاطئ أو في المنتجعات الغابية المقابلة للواجهة البحرية؛ بحثا عن النسمات اللطيفة والهواء النقي بعيدا عن الضجيج ولفح الحرارة والرطوبة العالية في المنازل. ويتم برمجة مثل هذه الخرجات التي تضفي الفرحة على الأطفال وكل العائلة يوما قبل الخروج إلى الشاطئ، حيث أكد لنا بعض الصائمين أن الإفطار خارج المنزل يُعتبر من العادات الدخيلة على المنطقة، لكن رغم ذلك يفضله الكثيرون، حيث تحضّر ربة البيت زادها، وتخرج قبيل موعد الأذان رفقة أفراد عائلتها. وللمائدة البرية سمات خاصة تتناسب والغابة أو الشاطئ، والتي تتكون عادة من طبق المشويات على غرار اللحم أو الأسماك المشوية على الجمر، إلى جانب البوراك والشوربة وبعض الفواكه التي يتم قطفها من “الجنان” و الغابات، مثل العينة السوداء. وتجتهد بعض العائلات في جلب المياه من الينابيع الرقراقة وهي صحية، تفتح شهية الصائم، وعليه فإن الإفطار خلال شهر رمضان خارج المنزل بعنابة، يثلج صدور العائلات خاصة أن مثل هذه اللمّة العائلية تُعتبر من عادات وتقاليد الأجداد، على حد تعبير بعض الصائمين، حيث تزيد أواصر المحبة بين أفراد العائلة المتكونة من الجد والجدة والأحفاد والأبناء ونساء العائلة. تقول الحاجة ليامنة: “إن الإفطار خارج البيت من العادات الدخيلة علينا، لأننا كنا في السابق نقضي وقت الإفطار بالمنازل، لكن بعد تأمين الشواطئ والغابات أصبح الإفطار في سيدنا رمضان على الشاطئ أحسن من الحرارة اللافحة والرطوبة التي تخنق النفس داخل البيوت”. وبعد الإفطار تمتد السهرات الرمضانية حتى وقت السحور، إذ تتبادل النسوة الحديث والحكايات وتناول المثلجات ذات النكهة الخاصة، مع تناول أطباق الشواء على الجمر، إلى جانب وضع صينية الحلويات والشاي ولواحق أخرى تصنع يوميات رمضانية ممتعة، وفي سياق متصل، أكد لنا عمي محمد الذي كان رفقة عائلته بشاطئ ريزي عمر، أنه ينتظر شهر رمضان كل سنة بفارغ الصبر للمّ شمل عائلته الكبيرة، وتناول أشهى المأكولات الرمضانية مهما كان ثمنها على الشاطئ، وهو يستمتع كثيرا بتلبية طلبات أحفاده في الاستمتاع بليالي رمضان الكريم من خلال تناول المثلجات بعد الإفطار مباشرة، والتي لا يقل سعر الواحد منها عن 280 دينار. ويشتكي الجد من نقص الأماكن الغابية المفتوحة على السهرات وتناول الإفطار في الفضاءت الخضراء، وهو يطالب الجهات المعنية بتنويع وتخصيص مساحات غابية لقضاء أيام شهر رمضان مع الجيران وتبادل الأطباق عند الإفطار.