امتدادا للازمات العميقة التي تتخبط فيها العديد من الاحزاب السياسية الجزائرية قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات المحلية ، استقال الأمين الأوّل لحزب جبهة القوى الاشتراكية، عبد المالك بوشافة، من منصبه منذ ثلاثة أيّام دون أن تتسرب أي معلومات حول أسباب الحقيقية التي أدّت به إلى رمي المنشفة، حيث باشرت الهيئة الرئاسية إجراءات تعيين خليفة له. وكشف موقع سبق برس نقلا عن مصادر من داخل حزب الأفافاس أنّ عبد المالك بوشافة استقال من منصبه بحر الأسبوع الماضي بعد خلاف مع الهيئة الرئاسية في اجتماع معها، حيث حضر الإجتماع كل من عضوي الهيئة، علي العسكري و عزيز بالول. وقالت نفس المصادر أنّ الهيئة الرئاسية عيّنت خليفة لبوشافة، الا وهو محمد حاج جيلاني، الامين الاوّل لفيديرالية عين الدفلى و متصدّر قائمة الولاية في التشريعيات الماضية. وفيما يخص الأسباب التي أدّت إلى هذه الاستقالة، فإن قرار لجنة الانضباط الأخير و القاضي بردّ الاعتبار للمسؤولين الفيديراليين الذين تمّ تجميد عضويتهم مؤخّرا، عجّل باستقالة بوشافة من منصبه حيث لم تكن القيادة الوطنية تنتظر هذا القرار من اللجنة بحكم أنها هي من أحالة الملف عليها لفصلهم من الحزب. و جرى تعيين بوشافة في 2016 خلفا لمحمد نبو في قرار عكس آنذاك توجه قيادة الأفافاس إلى خيار الانتشار الوطني، وتجاوز عقدة التمركز في منطقة القبائل ، و قبل ذلك شغل عبد المالك بوشافة منصب أمين وطني مكلف بفدراليات الشرق كما أنه عضو منتخب في المجلس الولائي لقسنطينة منذ 2012. ويعتبر بوشافة أحد الفاعلين والمؤسسين لفدرالية ولاية قسنطينة التي تحصلت في انتخابات 2012 على مقعد في البرلمان، وتمكنت أيضا من انتزاع مقاعد في المجلس الشعبي الولائي بالإضافة إلى بلدية الخروب التي ترأسها الوزير السابق محمد أبركان.