أحيا العالم أمس، ذكرى اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية 2017 ، ويأتي الاحتفال هذا العام بعد أن جاء إقرار الأممالمتحدة لأول مرة لمعاهدة حظر الأسلحة النووية، معياراً قانونياً ملزماً. وفي هذا السياق، لا تزال آثار التجارب النووية الفرنسية في صحراءنا الشاسعة شاهدة على بشاعة وفضاعة الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الغاشم في حق الشعب الجزائري، فلم يكفيه التنكيل والقتل بالرصاص والمقصلة بل راح يورث أجيالا بعد أجيال سموم القنابل النووية التي حول فيها الجزائريين إلى فئران تجارب في منطقة الصحراء الكبرى ذات يوم. وفي اليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية المصادف ليوم أمس، استذكر الشعب الجزائري تجربة اليربوع الأزرق اسم أطلقته فرنسا الاستعمارية على أولى تجاربها النووية بالجزائر، تجارب نووية خلفت الدمار والوباء وأتت على الأخضر واليابس والنسل والحرث. وحسب شهادة المرحوم رقاني محمد ولد مولا هاشم الذي كان يشتغل في القطاع الصحي الفرنسي آنذاك في تصريح إعلامي سابق، فإن فرنسا جندت لتنفيذ هذه الجريمة 4 آلاف جندي قبل أن تهز أراضي الصحراء في ال 13 فيفري من عام 1960بصوت القنبلة النووية، حيث اعتقد السكان آنذاك بأن الساعة قد قامت لهول المنظر ولحجم الزلزال الذي أحدثته. ويؤكد المؤرخ محمد لحسن زغيدي أن الإشعاع النووي يعيش من 10 ثواني إلى 10ملايين سنة، ففرنسا حسبه حكمت على الأرض بهذه التجارب بالفناء وحولتها من مساحات للحياة إلى مساحات للإبادة البشرية. وتعد الجزائر إحدى ضحايا التجارب النووية القاتلة التي نفذتها فرنسا على أرضها على مدار سنين وخلفت مآسي كبيرة إلى يومنا هذا منها تشوهات خلقية عجز الأطباء عن علاجها وفي هذا السياق، أكد خبراء جزائريين فيما يتعلق بالآثار المدمرة التي خلفتها التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، أنها ستبقى لآلاف السنين، مشيرين إلى أن الجنوب الجزائري ما زال يعاني إلى اليوم من تفشي الأمراض المستعصية وانعدام الحياة فيه. وأكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني خلال شهر فيفري الماضي المصادف للذكرى 57 للتجارب النووية الإسرائيلية الفرنسية في منطقة رقان أن هذه التجارب لا تزال إشعاعاتها تخلف أضرار وخيمة على الإنسان والحيوان والعمران، والتي تندرج ضمن الجرائم المرتكبة في حق الشعب الجزائري في ظل الإستراتيجية الاستعمارية التي انتهجتها فرنسا منذ استباحتها للسيادة الوطنية، فيما اعتبر أن تلك الأحداث التي شهدتها منطقة رقان واينكر تعد مأساة سجلها المستعمر الفرنسي المستبد في سجله الأسود الحافل بالمجازر والجرائم التي اقترفها للنيل من شموخ الشعب الجزائري برمته.