أكد المشاركون في الملتقى الوطني الثالث حول فرحات عباس (1899-1985)، الذي افتتح يوم الأحد بجيجل، أن أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كان رجلا استثنائيا ولديه شجاعة وأفكار. وفي مداخلة بعنوان التطور الفكري في خطاب فرحات عباس ، تطرق الصحفي والباحث في التاريخ محمد عباس إلى المسار السياسي والفكري لرجل الدولة، مؤكدا أن فرحات عباس كان إنسانيا مقتنعا وكرس حياته للقضية الوطنية وعمل من أجل أن يخلص الشعب من نير الاستعمار. وعرج المحاضر كذلك على دور دبلوماسية الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تحت قيادة الراحل فرحات عباس، مبنيا أن أول رئيس للحكومة المؤقتة عمل من أجل التعريف بالقضية الجزائرية من خلال عديد الزيارات إلى كل من الصين وأمريكا اللاتينية، مشيرا إلى أن زياراته قد ساهمت في كسب تأييد ومساندة عديد البلدان للقضية الجزائرية. وفي افتتاح الملتقى الوطني الثالث حول فرحات عباس بدار الثقافة عمر أوصديق ، تم عرض فيلم وثائقي حول هذه الشخصية البارزة في الحركة الوطنية الجزائرية والمختص في الصيدلة، كما تم تقديمه للحضور من بينهم السلطات المحلية وممثلين عن المجتمع المدني وأفراد من عائلة فرحات عباس من جيجل والجزائر العاصمة. وتضمن هذا الفيلم الوثائقي، الذي أخرجه الصحفي خليل هدنة، شهادات لمناضلين سابقين بالاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وأفراد من عائلة فرحات عباس لمحة تاريخية حول دور ابن الطاهير في الحياة السياسية الوطنية في الثلاثينيات على الخصوص وعهدته كمندوب لمنطقة سطيف. وقد تم بالمناسبة تكريم ابن الراحل فرحات عباس حليم قبل قيام السلطات المحلية بتدشين معرض للصور وأغراض شخصية وكتب ألفها فرحات عباس. وتم خلال هذا اللقاء المنظم بالتعاون مع جامعة محمد الصديق بن يحيى لجيجل ومديريتي الشباب والرياضة والمجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين تقديم عديد المداخلات تناولت مسيرة فرحات عباس وذلك تحت عنوان فرحات عباس.. المناضل الهادئ والمجاهد الرمز . يذكر بأن فرحات عباس الحائز على دكتوراه في الصيدلة العام 1933، قد ألف عديد الكتب من بينها الليلة الاستعمارية و تشريح حرب و الشاب الجزائري و غدا يطلع النهار .