تعرف المراكز الحدودية الشرقية للوطن، هذه الأيام، توافد مالا يقل عن 15 ألف جزائري يوميا إلى تونس وهذا للاحتفال برأس السنة الميلادية، مما سيرفع إجمالي عدد الجزائريين الذين زاروا الجارة الشرقية إلى قرابة ال3 ملايين خلال سنة 2017. وأظهرت بيانات رسمية أن عائدات قطاع السياحة في تونس ارتفعت بنسبة 16.3 بالمائة حتى العشرين من ديسمبر مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، إلى 2.69 مليار دينار (402 مليون دولار). وتضررت السياحة التونسية بشدة جراء هجمات دموية شنها إرهابيون على مواقع سياحية قبل عامين لكن القطاع بدأ يتعافى مع تحسن الوضع الأمني في البلد الجار. وأظهرت البيانات التي أصدرتها رئاسة الحكومة أن 6.731 مليون سائح أجنبي زاروا تونس في الفترة من أول جانفي إلى 20 ديسمبر بزيادة قدرها 23 بالمائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وارتفع عدد السياح الأوروبيين 19.5 بالمائة إلى 1.664 مليون سائح في حين قفز عدد الزائرين من الجزائر بنسبة 40.5 بالمائة إلى 2.322 مليون. وذكر التقرير أن عدد السياح الفرنسيين ارتفع بنسبة 45.5 بالمائة في حين زاد عدد السياح الألمان 40.8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وكانت إيرادات السياحة في تونس قد سجلت مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 3.5 مليار دينار في 2010 مع وصول عدد السياح إلى نحو 7 ملايين قبل أن تتراجع عقب انتفاضة 2011. وتشكل السياحة حوالي 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لتونس وتقدم آلاف الوظائف فضلا عن أنها مصدر رئيسي للعملة الصعبة. ولم يمنع الانهيار المتواصل لقيمة الدينار الجزائري الجزائريين، على ما يبدو، من قصد الوجهة الخارجية لتمضية العطلة في سنة 2017، وهو ما تثبته الارقام الرسمية للحكومة التونسية واكدته من قبل وكالات السياحة المحلية التي دفعها هذا الواقع لتكييف عروضها مع توجهات الجزائريين وتهميش الوجهة الداخلية. ومعلوم بأن غالبية الجزائريين يفضّلون الوجهة التونسية بالنظر إلى الاسعار المغرية للفنادق ومراكز الايواء في الجارة الشرقية والتي تتغير باختلاف المواسم ،خلافا للوجهة الداخلية التي يرى كثير من الجزائريين أنها باهظة الثمن بالنظر إلى ضعف الخدمات المقدمة ونقص مرافق التسلية.