دعا خبراء منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، يوم الثلاثاء بالجزائر، إلى إنشاء هيئة واحدة لإدارة إعادة تأهيل قصبة الجزائر. وقدمت رئيسة قسم الدول العربية بمركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، ندى الحسن، باسم خبراء المنظمة التوصيات التي خرج بها الملتقى الدولي حول القصبة، والتي تضمنت إنشاء هيئة واحدة لإدارة القصبة بهدف تخفيف البيروقراطية والسرعة في إعادة تأهيل المدينة القديمة. وأكدت ندى الحسن، استعداد منظمة اليونسكو للعمل مع الجزائر من أجل وضع قانون للعمران يتميز بالسلاسة والعمالتية ويسمح بحماية النسيج العمراني العتيق والغني الذي تزخر به الجزائر، وفي نفس الوقت بناء نسيج جديد يساير التنمية الاجتماعية والاقتصادية. واقترحت إيجاد على الفور آلية قانونية فعالة لتنسيق العمل بين مختلف المؤسسات المكلفة بالبناء والتنمية، وتلك المختصة في حماية التراث المعماري. وثمّن وزير الثقافة عزالدين ميهوبي هذا الاقتراح، واصفا إياه ب(الفكرة الإيجابية العملية التي يتبناها) حيث تكون تحت وصاية والي الجزائر، مضيفا أن إنشاءها سوف لن يتعارض مع العمل الميداني الحالي الذي يجب أن يستمر. واستطرد الوزير قائلا أن تأسيس هذه الهيئة (سيأخذ وقتا بسبب الإجراءات القانونية وكذا إلزامية عرضها على الجهات المختصة). وأضاف الوزير من جهة أخرى، أن الجزائر مستعدة لإسْتقبال خبراء قسم الدول العربية بمركز التراث العالمي دوريا، مشددا على أن تأهيل القصبة من أولويات الحكومة ومحل اهتمام مباشر من الوزير الأول وبمشاركة مختلف القطاعات. وذكر من جهته والي الجزائر العاصمة، عبد القادر زوخ، بأن ترميم القصبة -الذي يحظى باهتمام مصالحه- يدخل ضمن المخطط الاستراتيجي الشامل لعصرنة الجزائر العاصمة الذي يستمر إلى غاية 2035. وكان الملتقى قد خرج بالعديد من التوصيات الأخرى على غرار إعداد مشاريع اقتصادية صغيرة لتغيير ديناميكية الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وكذا إشراك المجتمع وتفعيل دور الجامعات وأعطاء فرص عمل للشباب. كما شددت التوصيات على ضرورة تحسين الاداء عبر (رؤية مرتكزة على التنمية المستدامة الاجتماعية والاقتصادية وفقا لأجندة الأممالمتحدة). واختتم الملتقى الدولي حول حماية وتنشيط قصبة الجزائر الذي نظم على مدار ثلاثة أيام بالتعاون مع اليونسكو. وعرف الملتقى حضور خبراء من عدة بلدان قدموا تجاربهم المختلفة في مجال حماية تراث المدن العتيقة ومراكزها التاريخية.