تتواصل الردود المدوية من قبل شيوخ وأئمة وباحثين في الشأن الإسلامي على الرسالة الشهرية للشيخ محمد علي فركوس، والتي وصفت بأنها خطر على وحدة وتماسك الأمة، وهذه المرة جاء الدور على الباحث المختص في الحركات والطوائف الإسلامية، نصر الدين الميلي، الذي قال إنّ شيخ السلفية في الجزائر وقع في الخطأ والظلم من خلال تعديه على مدارس عقائدية وفكرية للأمة الإسلامية . وقال الباحث المختص في الحركات والطوائف الإسلامية، نصر الدين الميلي، أمس، خلال حلوله ضيفا على حصة قهوة وجرنان ، التي تبث على قناة النهار الجزائرية الخاصة إنّ شيخ السلفية في الجزائر، محمد علي فركوس، أخطأ في رسالته التي نشرها مؤخرا على موقعه الإلكتروني . وأضاف المتحدث، أنّ الرسالة تعدت على مدارس عقائدية وفكرية للأمة الإسلامية، مشيرا إلى أن الشيخ فركوس وقع في الخطأ والظلم. وأكد الأستاذ الميلي في السياق، أنه لا يجوز مقارنة الأشاعرة بالروابض والجهمية أو الشيعة. وذهب المتحدث بعيدا في هجومه على رسالة الشيخ فركوس الاخيرة حينما قال فركوس يعرف بأنه شخص وسطي معتدل وكان يحذّر من التيار المدخلي في الجزائر، لكنه تغير وتقلب من محذر لهذا التيار، واليوم أصبح هو المتزعم والناطق الرسمي له في الجزائر ، يقول الباحث المختص في الحركات والطوائف الإسلامية. من جهة اخرى، قال بأن الجزائر تتعرض لحملة شرسة من تيارات عقائدية تستهدف المرجعية الدينية، مبرزا أن العالم العربي وخاصة الجزائر تعرف معركة عقائدية فكرية شرسة، مشيرا إلى أن طوائف أخرى ستظهر لأن الدين يكون عامل في بناء أو هدم الوحدة الوطنية أومعول لهدم الشعوب. واكد في السياق أن مسؤولية الباحثين والعلماء واجب عليهم التنبيه من بضاعة أناس لهم ثقافة دينية هزيلة يشار إليهم كعلماء، مشيرا إلى ضرورة تلميع علماء الجزائر المنسيين ليصبحوا مراجع يعود إليها الشعب الجزائري في أمور دينه ودنياه. ويؤكد مختصون كثر بأن الشيخ فركوس يمشي تحت ظلال الشيخ، ربيعٍ المدخلي؛ الذي أثنى مرارًا في رسائله على الشيخ الجزائري، كان آخرها الرسالة التي زكى بها الشيخ فركوس، معتبرًا إيّاه رأس وشيخ الدعوة السلفية في الجزائر، مطالبًا أنصار التيار المدخلي باتّباعه. لكن الشيخ فركوس إستقال العام الماضي من مجمع دار الفضيلة ، التي يؤطرها التيار المدخلي في الجزائر، وأرجع فركوس استقالته إلى الظروف الصحية التي باتت تواجهه، وهذا على خلفية نشر وسائل إعلام عن وجود خلافات بين أعضاء التيار المدخلي؛ أجبرت الشيخ فركوس على الاستقالة. وكان أكثر من 55 عالما دينيا في الجزائر قد بادروا للرد على رسالة الشيخ فركوس الاخيرة اين انتقدوا إخراجه لعدد من الطوائف والفرق من دائرة اهل السنة والجماعة، وانتقل الجدل المرافق لفتوى فركوس إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف؛ إذ أكّد وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى أن الدولة ستتولى مواجهة هذه الأفكار النحلية، والطائفية، التي تحاول تقسيم المجتمع بعيدًا عن انتمائه إلى السنة والجماعة، وهدد بتطبيق القانون على أصحابها. ولعل هذا الامر ما دفع بشيخ السلفية في الجزائر إلى التاكيد على استعداده للتراجع عن مواقفه الاخيرة في حال أثبت له الحق، مبرزا في السياق أنه لا يدعي لنفسه العصمة من الاخطاء والنقائص.