يواجه شيخ السلفية في الجزائر، الدكتور محمد علي فركوس، عقوبة المنع من التدريس في جامعة العلوم الاسلامية في الجزائر العاصمة على خلفية مواقفه الاخيرة التي اعتبرتها نخب دينية وسياسية خطراً على الأمن المجتمعي والديني للجزائريين. وعلمت السياسي من مصادر عليمة، أن فعاليات طلابية محسوبة على التيارات التي تهجم عليها الشيخ فركوس في كلمته الشهرية الاخيرة تحضر لإطلاق عريضة للضغط على إدارة كلية العلوم الاسلامية في خروبة بالجزائر العاصمة من أجل منع شيخ السلفية في الجزائر من التدريس في الكلية، امتدادا لسريان مفعول منعه من التدريس في المساجد منذ العشرية السوداء. وقالت نفس المصادر، إن مطلب منع فركوس من التدريس قديم وسيجري تجديده في قادم الايام بالتماشي مع الجدل الكبير الذي خلفته رسالته الشهرية الاخيرة التي بين فيها مذهب أهل السنة والجماعة، وتحدث عن عدم انتماء الصوفية والأشاعرة والإخوان وجماعة الدعوة والتبليغ وكذا السلفيين المزيفين كما أسماهم لهذا المذهب، وهو الامر الذي أثار حفيظة عدد كبير من طلبة الكلية المنتمين لهذه المذاهب. ولم ينف عدد من طلاب جامعة خروبة ممن اقتربت منهم السياسي وجود صدامات متكررة بين أتباع الشيخ فركوس داخل الحرم الجامعي ونظرائهم من الطلبة الآخرين المخالفين له في التوجه، حيث تتهم الفئة الاخيرة الفراكسة بالتعصب لآراءهم وعدم قبول الرأي الآخر، بدليل حضورهم لمحاضرات فركوس دون غيره من الدكاترة في الجامعة، كما انهم لا يتوانون في تجريح عدد من الأساتذة المحسوبين على تيارات أخرى غير السلفية. ومعلوم بان الشيخ فركوس ممنوع من التدريس في المساجد منذ ايام العشرية السوداء، ورغم تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد لازال الشيخ محمد فركوس ممنوعا من التدريس في المساجد وهذا لعدة أسباب منها عدم تطابق بعض فتاويه مع المذهب المالكي الذي يعتبر المذهب الذي تنتهجه وزارة الشؤون الدينية في الفتوى والخطاب المسجدي. بالمقابل، يواصل الشيخ فركوس التدريس في جامعة العلوم الاسلامية في الجزائر العاصمة، اين ناقش الشيخ العديدَ مِن أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير على المستوى الجامعيِّ كما أشرف على أطروحاتٍ ورسائل أخرى، وهي مرتَّبةٌ على موقعه الرسميِّ في شبكة الانترنت. يشار أن عقوبة المنع من التدريس في الجامعة ليست جديدة في الجزائر، بحيث سبق للسلطات ان اوقفت عديد الاساتذة و خصوصا في كلية علوم الاعلام والاتصال بسبب مواقف مختلفة، ومنهم الدكتور اسماعيل معراف وعالم الاجتماع ناصر جابي وغيرهم. وطالبت نخب دينية وسياسية بوضع حد لتصرفات الشيخ فركوس التي باتت بحسبها تشكل خطراً على الأمن المجتمعي والديني للجزائريين، بسبب النعرات التي تثيرها، ودعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحكومة إلى الحد من مواقف وتصرفات قادة التيار السلفي، ومنع أي تلاعب بالمرجعية الدينية للجزائريين. وفي السياق، تساءل نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد الدان، في منشور له، عن خلفيات إطلاق الشيخ فركوس لتصريحاته وعن الجهات التي تقف خلفه. وقال: من أوحى له بإطلاق النار ضد الجميع . وأضاف أن جرّ الجزائر إلى هذه الفتن وإحياء مواتها هو صرف للشعب الجزائري إلى التمزق والأحقاد الحالقة. وقال الباحث في الإسلاميات، يحيى جعفري، إن من عرف المدخلية على حقيقتها لم ينتظر بيان فركوس ليحكم عليها، فمنذ سنوات ونحن نحذر ونعيد ونكرر بأن التيار المدخلي خطر كبير على الأمن الديني للبلاد وجب عزله. وطالب الشيخ شمس الدين الجزائري، فركوس، بإعلان توبته أمام عموم الجزائريين، واعتبر أن ما صدر منه فتنة مقيتة.