مكنت النتائج المشجعة المحققة خلال السنوات الأخيرة في شعبة تربية المائيات بمناطق جنوب شرق البلاد من استقطاب أعداد متزايدة من المستثمرين الراغبين في ولوج هذا النشاط بالرغم من حداثته، حسبما علم من مسؤولي مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بولاية ورڤلة. وتم استقبال خلال السنوات الثلاث الأخيرة 60 ملف طلب استثمار لدى ذات المديرية التي تغطي إقليميا ست (6) ولايات (ورڤلة والوادي وغرداية وايليزي وبسكرة وتمنراست)، مما يعد نقلة نوعية في مسار تنمية نشاط تربية المائيات بجنوب شرق الوطن، مثلما أوضح مدير القطاع. وتتوزع هذه الملفات التي تتواجد حاليا قيد الدراسة على عديد الولايات على غرار ولاية بسكرة التي استقبلت لوحدها 22 ملف طلب استثمار تخص تربية الجمبري وإنتاج أسماك المياه العذبة، بالإضافة إلى أنواع من الطحالب كالسبيرولينا، حيث تحصل من بينها 17 ملفا على قرارات الإستفادة من أوعية عقارية في انتظار إعداد دراسات تقنية وتكنو إقتصادية حول هذه المشاريع المرتقبة قبل الإنطلاق في تجسيدها، حسبما شرح نذير قريشي. 23 طلب إستثمار لفلاحي الوادي قيد الدراسة كما تم إيداع 23 طلب إستثمار آخر من طرف مستثمرين وفلاحين من ولاية الوادي من أجل إنشاء مشاريع في هذا المجال تتواجد حاليا كذلك قيد الدراسة في انتظار تحديد مناطق نشاطات تربية المائيات، بالإضافة إلى ملفين إثنين بولاية ورڤلة، يضيف المسؤول ذاته. ويعد هذا الحجم من طلبات الإستثمار في مجال تربية المائيات بالمنطقة مشجعا وهاما، حيث سيمكن مستقبلا إعتماد ولو عشرة مشاريع استثمارية منها على الأكثر بكل ولاية من تحقيق الأهداف المسطرة ضمن إستراتيجية القطاع والدفع به على مستوى مناطق جنوب شرق الوطن على المديين المتوسط والبعيد، كما أشار إليه مدير الصيد البحري والموارد الصيدية. وقد ساهمت عديد العمليات المتعلقة بتحسيس الفلاحين وكذا المستثمرين وتوعيتهم بالأهمية التي يكتسيها ولوج هذا النشاط الإقتصادي والدور الذي سيؤديه مستقبلا من خلال المساهمة تنويع ودفع عجلة الإقتصاد الوطني خارج قطاع المحروقات، لاسيما وأن تلك المناطق تعد فضاء خصبا لتنميته وتطويره، كما أشير إليه. ويتعلق الأمر في هذا الإطار بتنظيم عديد الصالونات الولائية والجهوية وكذا الوطنية الرامية إلى شرح سياسة القطاع وآفاقه المستقبلية والتي وفرت لها الجهات المختصة جميع الوسائل والآليات اللازمة، مما ساهم في تحفيز المستثمرين الخواص. كما كان للدورات التكوينية الدورية القصيرة المدى المنظمة على مستوى ولايات الجنوب الست الدور الكبير في ترقية قدرات القطاع، حيث كان لها أثرها الواضح في حث وتشجيع الفلاحين على دمج شعبة تربية المائيات مع نشاطهم الفلاحي من جهة وتأهيل الفئات ذات الصلة بهذا المجال من جهة أخرى. وكانت هذه الدورات تستهدف على مدار السنة وفي كل ولاية ما بين 60 و250 فرد من الجنسين وهو عدد هام سمح ببعث اهتمام كبير لدى الفئات الراغبة في اقتحام هذا النشاط ودمجهم في الإستثمارات الكبرى في مجال تربية المائيات. تجاوز مرحلة التجارب واقتحام مرحلة التكوين والإستثمارات الكبرى وسمح التقدم المحقق بمناطق جنوب شرق الوطن بتجاوز مرحلة التجارب في مجال تربية المائيات والإنتقال إلى مرحلة التكوين وتوسيع فرص الإستثمارات الكبرى سواء ما تعلق بتربية أسماك المياه العذبة التي باتت نشاطا روتينيا لدى فلاحي المنطقة والمستثمرين أو تربية الجمبري الحديث النشأة وكذا طحالب السبيرولينا، كما أكد قريشي. ويعكس كل ذلك النتائج المحققة خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى مؤشرات نمو هذا القطاع، حيث يشكل توسع هذا النشاط من منطقة ورڤلة إلى باقي ولايات جنوب شرق الوطن الأخرى والإستقبال الدوري لملفات طلبات الإستثمار أكبر دليل على ذلك. وتتيح هذه النتائج والتي وصلت لدى بعض المستثمرين إلى غاية إنتاج 300 طن من أسماك المياه العذبة سنويا رغم حداثة هذا النشاط فرص هامة أمام هؤلاء المستثمرين لتطوير مشاريعهم وتوفير مناصب شغل جديدة. ويتم التركيز في الوقت الراهن على الإنتقال نحو مرحلة تسويق الإنتاج من خلال البحث في الآليات الكفيلة من أجل تسويق المنتوج المحلي من أسماك وجمبري عبر الوطن وذلك من خلال غرس ثقافة استهلاك أسماك المياه العذبة، كما تمت الإشارة إليه. ولا زال المواطن يحتاج، حسب ما يرى ذات المسؤول، إلى معلومات أكثر حول هذه الشعبة سواء ما تعلق بالتربية السمكية (أسماك المياه العذبة) أو الشعب الأخرى كالطحالب (السبيرولينا) والقشريات (الجمبري) وغيرها مما يفرض، كما أضاف، مشاركة جميع الفئات في هذه العملية. يذكر أن الإنتاج المحقق سنة 2017 من الجمبري على مستوى المزرعة النموذجية لتربية الجمبري بحاسي بن عبد الله (20 كلم شمال ورڤلة) بلغ 700 كلغ وجه للإرشاد الفلاحي ولبعض الفئات من الفلاحين وذلك لتعزيز البعد الإرشادي الذي تضمنه هذه المزرعة إلى حين إيجاد صيغة تسهل عملية التسويق بطرق ملائمة، حسب ما ذكر مدير الصيد البحري والموارد الصيدية.