- المنتدى العربي - الصيني يدعو لدعم القضية الفلسطينية سلم، أمس، وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، رسالة إلى السلطات الصينية من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره الصيني، شي جين بينغ، فيما أكد أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى الصين تندرج في إطار تدعيم العلاقات الثنائية التي تشهد حركية خاصة منذ قرار سلطات البلدين بالارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة. و تحادث الوزير مساهل ببكين مع مدير الشؤون الدولية للحزب الشيوعي الصيني، يانغ جيشي، ولدى تذكيره بالزيارتين اللتين قام بهما الى الجزائر بصفته وزيرا للشؤون الخارجية في 2006 ومستشار دولة مكلف بالسياسة الخارجية في 2015، أشاد جيشي بالنوعية المميزة للعلاقات الجزائرية - الصينية والمجسدة بالحجم الهام للتبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلديين والتشاور المنتظم حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من جهته، أكد مساهل أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى الصين تندرج في إطار تدعيم العلاقات الثنائية التي تشهد حركية خاصة منذ القرار الذي اتخذه كل من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الصيني، شي جين بينغ، بالارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة. كما شكل اللقاء فرصة للتطرق الى المسائل الإقليمية والدولية حول السلم والأمن عبر العالم لاسيما مسألة إصلاح مجلس الأمن الأممي. نموذج ناجح وأكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، ببكين، أن الشراكة الإستراتيجية والعلاقات العربية - الصينية تشكل نموذجا ناجحا للتعاون (جنوب-جنوب) وتتجه نحو تحقيق تكامل حقيقي في العديد من المجالات. وخلال مداخلته في أشغال الاجتماع الوزاري ال8 لمنتدى التعاون الصيني - العربي الذي احتضنته العاصمة بكين، أكد مساهل أن الشراكة الإستراتيجية العربية - الصينية عرفت في إطار تنفيذ برنامج المنتدى لعامي 2016-2018 تقدّما معتبرا في جميع المجالات مشيدا بالعلاقات العربية - الصينية التي تتجه بخطى ثابتة نحو تحقيق تكامل حقيقي في المجالات التقنية والعلمية والثقافية وتعزيز الاستثمار في مشاريع البنى التحتية وتدعيم القدرات الإنتاجية في عدة بلدان عربية والجمع بين المتعاملين الاقتصاديين العرب والصينيين في مشاريع مثمرة. واعتبر مساهل الشراكة الإستراتيجية العربية - الصينية نوعية كما تشكل نموذجا ناجحا للتعاون (جنوب-جنوب) لكونها لا تقتصر على التنسيق في المسائل السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك والتعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري فقط، بل تشمل كذلك تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب العربية والصين معبرا في هذا الإطار عن تطلع الجزائر إلى توسيع آفاق التعاون العربي - الصيني من خلال هذا المنتدى وبرنامجه التنفيذي (2018-2020). مساهل يؤكد على مواقف الجزائر حول القضايا الدولية الراهنة وبخصوص القضايا الدولية، ذكر وزير الخارجية بأن الجزائر دأبت منذ استقلالها على الدفاع عن مبادئ الأممالمتحدة لاسيما حفظ السلم والأمن الدولي وحل النزاعات عبر الحوار والطرق السلمية وإنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأضاف الوزير في هذا السياق، أن فكر العيش معا في سلام المتجذر في الشخصية الجزائرية والذي حمله رئيس الجمهورية يتقاطع مع مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية الذي طرحه الرئيس الصيني، شي جينبينغ، من حيث المبادئ والأهدافي وهو ما يدعو إلى العمل سويا في سبيل تحقيق سلم دائم في العالمي أساسه العدل والحوار والتلاقي بين الثقافات والحضارات. ولدى تطرقه الى الأوضاع السائدة في عدة مناطق من العالم، ذكر الوزير أن الجزائر لا تدخر جهدا من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة على الصعيدين الإقليمي والدولي بما يخدم الاستقرار والأمن خصوصا وأن المنطقة العربية عانت ولازالت تعاني من تداعيات اللاإستقرار والتدخلات الأجنبية. وأشاد في نفس الإطار بالدعم الدائم لجمهورية الصين الشعبية للقضية الفلسطينية مجددا أيضا التأكيد على دعم الجزائر الثابت للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود 1967 والذي لن يتحقق بدون تعبئة المجتمع الدوليي وهو ما تأكد خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر مؤخرا باسم المجموعة العربية لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل. أما عن الازمة الليبية، جدد مساهل عزم الجزائر على مواصلة جهودها لدعم تسوية الأزمة الليبية تحت إشراف الأممالمتحدة من خلال الحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بين الليبيين ونبذ التدخلات الخارجية بما يكفل إعادة الاستقرار لليبيا ويحفظ سيادتها وسلامتها الترابية ووحدة وانسجام شعبها. كما دعا إلى ضرورة انتهاج الحل السياسي والحوار والمصالحة لإنهاء الأزمة في سوريا واليمن بما يحفظ وحدة واستقرار وسيادة هذين البلدين الشقيقين ويحقق طموحات شعبيهما في الأمن والاستقرار والعيش الكريم.