رياضيون وإعلاميون وأكاديميون يدعون إلى تطبيق القانون بصرامة لردع العنف دعا أمس رياضيون ومسؤولون رياضيون سابقون وإعلاميون وأكاديميون وناشطون في تنظيمات المجتمع المدني إلى تدخل مختلف الفاعلين في المجتمع وتكثيف جهود الجميع من أجل محاربة العنف المتفشي في المجتمع بوجه عام وفي الملاعب الرياضية بوجه خاص، مشددين على ضرورة التعامل وتطبيق القانون بصرامة ضد كل من يرتكب سلوك عدواني أو يحرض عنه. وفي هذا الصدد شدد الرئيس السابق لفريق شباب قسنطينة، والأمين الوطني في أكاديمية المجتمع الجزائري الدكتور عمر محساس، على ضرورة تطبيق القوانين الموجودة حاليا، بصرامة من اجل محاربة العنف في الملاعب بالجزائر قبل التفكير في سن قوانين جديدة.، ودعا إلى عدم العفو على من يرتكب العنف في الملاعب. وأكد محساس، خلال تدخله في ملتقى حول العنف نظمته وزارة الاتصال بقصر المعارض، في العاصمة أن القوانين الجزائرية الحالية كافية لمكافحة العنف في الملاعب الذي يعد مشكلا اجتماعيا، وقبل التفكير في سن مواد جديدة ينبغي تطبيق القوانين الموجودة حاليا بصرامة، مسجلا بأن كل من الأسرة والمدرسة لا تلعبان الدور الكافي في محاربة هذه الظاهرة في عالم يشهد تطورا مستمرا". واعتبر المتحدث أن العنف يتجسد عندما تنهار كل قواعد الاحترام بين الأشخاص وتنتهي جميع سبل التواصل مما يجعل العنف أكثر شيوعا وأكثر خطورة، ودعا بالمناسبة إلى ضرورة الاستعمال الإيجابي للتضامن بين مختلف تشكيلات المجتمع الجزائري.مشددا على ضرورة منع الأطفال دون 16 سنة من دخول الملاعب. أما اللاعب الدولي السابق رابح ماجر فأكد بأن العنف في الملاعب يبدأ في ميادين كرة القدم على وجه الخصوص قبل أن يتحول إلى المدرجات بسبب ما وصفه ببعض التصرفات التحريضية التي تصدر عن بعض اللاعبين وعن بعض المدربين وعن بعض الحكام أيضا، وذلك بسبب '' بيع وشراء نتائج المقابلات الرياضية أو ترتيبها '' وأيضا بسبب لاعدالة بعض الحكام وسقوطهم كما قال في براثن ما عبر عنه بالفساد الذي يحدث في ميدان الملاعب، وهو ما يستفز اللاعبين كما ذكر، وقال '' يؤسفني أن أتحدث عن هذه الحقيقة لأنني لو سكت عنها فإنني سأكون شريكا فيما يحدث''، ودعا بالمناسبة إلى إدانة هذه الممارسات، كما دعا رابح ماجر وسائل الإعلام إلى ضرورة الحد من استعمال الألفاظ التي قد تؤدي إلى إشعال النار في قلوب المشجعين. من جهته عرض الباحث في وحدة البحث الإقليمي بولاية قسنطينة التابعة للمركز الوطني للبحث الاجتماعي والأنتربولوجي والثقافي '' كراسك '' الطيب رحايل مجموعة من الإجراءات للحد من ظاهرة العنف في الملاعب كإنشاء كاميرات في الملاعب ومنع دخول المراهقين اقل من 16 سنة، وتفعيل دور لجان الأنصار . وفي نفس السياق عبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين يوسف تازير عن أمله في استفادة مختلف الإعلاميين الرياضيين من الدورات التكوينية التي سطرتها وزارة الاتصال خاصة الحملات التحسيسية التي تهدف إلى إبراز كيفية التعاطي مع الإحداث الرياضية، داعيا بالمناسبة إلى إعداد ميثاق شرف للإعلام الرياضي ليكون حسبه عبارة عن طوق نجاة للإعلام الرياضي. ومن جهته حذر المعلق الرياضي بن يوسف بن وعدية من مخاطر تفشي العنف في الملاعب ودعا إلى توفير الشروط الضرورية لمناصرة الفرق في المدرجات، فيما أرجع المدرب السابق محي الدين خالف سبب العنف في الملاعب إلى غياب الفضاءات الكفيلة بامتصاص الضغوطات التي يعانيها الشباب. من جهتها ترى الأخصائية النفسانية لويزة فرشان أن العنف يوجد مع الطفل منذ الصغر فحسب الأخصائية الطفل يكتسب العنف من السلوكات التي يتعرض لها سواء باحتكاكه مع الآخرين أو مع أفراد الأسرة، مرجعة العنف في الملاعب إلى التراكمات التي يعانيها الفرد الجزائري الذي يعاني من العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لا سيما أزمة السكن والبطالة والإخفاق المدرسي، وقالت أن لعبة كرة القدم أخذت أبعادا أخرى سياسية واقتصادية أفسدت جانب المتعة فيها. من جهتها تطرقت السيدة دليلة جربال عضوة في شبكة وسيلة في تدخلها إلى العنف ضد النساء و الأطفال. المطالبة بإعداد مدونة أخلاقيات خاصة بوسائل الإعلام لتحسين صورة المرأة و تأسفت لكون وسائل الإعلام تعطي صورة "سلبية" عن المرأة معتبرة أنه من "الضروري" إعداد "مدونة أخلاقيات" خاصة بوسائل الإعلام لتحسين صورة المرأة. أما رئيسة جمعية البركة، فلورا بوبيرغو ، فتطرقت إلى "العنف على الطرقات" مذكرة أن أكثر من 4800 شخص يقتلون سنويا في حوادث سير، معتبرة أن '' العنف على الطرقات يعد شكلا من أشكال العنف الذي يتسبب في خسائر بشرية ومادية معتبرة". و أعربت المتحدثة عن أملها في أن تقوم الدولة بتكريس سنة 2016 سنة للأمن على الطرقات. و اعتبرت أستاذة علوم الإعلام و الاتصال نبيلة بوخبزة ، أن العنف هو ظاهرة اجتماعية قد تفشت بشكل قوي في الآونة الأخيرة ، وان الأسرة هي المسؤول الأول في انتشار العنف بين الأطفال و بذلك ينمو العنف مع الطفل، كما ترى الأستاذة أن سكان البحر الأبيض المتوسط هم أكثر عنفا لأنهم يمتازون بطبع حاد مضيفة أنه من الصعب التحكم في هذه الظاهرة.