كرّمت مساء أمس الأول مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو الممثلين الراحلين فتيحة بربار ورويشد في حفل احتضنه ركح المسرح الجهوي كاتب ياسين ،حضره إلى جانب رئيس المجلس الشعبي الولائي ومدير الثقافة، شخصيات ثقافية وفنية بارزة من أصدقاء المرحومين من بينهم بهية راشدي، وهيبة زكال، عايدة كشود، أحمد قادري، عبد الحميد رابية، دوجة، وكذا مديرة مسرح عنابة الممثلة صونيا ، نجل الفنان رويشد مصطفى عياد و آخرين، كما تميّز الحفل بحضور جمهور غفير عاد إلى الزمن الجميل، و استحضر ذكرى رويشد وفتيحة بربار اللذين فارقا عالم الفن، بعد مسيرة طويلة شكلا فيها ثنائيا رائعا. استهل حفل التكريم بدقيقة صمت، ترحما على روح الراحلين رويشد وفتيحة بربار ،ثم عرض أهم اللقطات التي جمعتهما في الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية من أرشيف التلفزيون الجزائري. مدير الثقافة لولاية تيزي وزو الهادي ولد علي، صاحب المبادرة ،أكد للنصر على هامش الحفل، بأنّه تم تكريم هذين الوجهين البارزين في الساحة الفنية الجزائرية لأن المرحومة فتيحة بربار التي فارقت الحياة مؤخرا بفرنسا، قد ترأست جمعية أصدقاء رويشد ،كما أن المبادرة تدخل ضمن سلسلة من التكريمات التي خصّصتها المديرية لعمالقة الفن الجزائري واستذكارا لعطاءات الفنانين رويشد وفتيحة بربار اللذين غابا عن الساحة الفنية، تاركين ورائهما مسيرة فنية حافلة بالأعمال القيّمة ،سواء في المسرح، السينما ،والتلفزيون، مشيرا إلى انّه من واجبه كمسؤول عن قطاع الثقافة بالولاية، إعادة الاعتبار للفنان الجزائري بتكريمه ولم شمل الفنانين، و الاعتراف بأعمالهم الخالدة، والهادفة التي ما زال التاريخ يشهد لها. وتبقى هده الالتفاتة أيضا ،حسب ولد علي، رمزا للعرفان و الاعتراف بفضل هذين الفنانين الذين عملا من أجل إدخال الفرحة و الابتسامة الصادقة إلى نفوس كافة المواطنين، مضيفا: «ليس اختيارنا لهذين الفنانين إقصاء للآخرين ،بل هو اعتراف بالجميع» وشكّل رحيل فتيحة بربار مؤخرا عن الساحة الفنية، صدمة لأصدقائها الذين حضروا حفل التكريم و شهدوا لها بقوة شخصيتها وخصالها الحميدة، معبرين عن حزنهم الشديد لفقدان قامة من قامات الفن الجزائري، وقالت الممثلة نادية طالبي للنصر على هامش الحفل ،أن خبر وفاة رفيقة دربها في الفن السيدة فتيحة بربار، نزل عليها كالصاعقة، وأردفت: «كانت تربطني علاقة قوية بالمرحومة، حيث اشتركت معها في العديد من العروض المسرحية، تحدثت إليها عبر الهاتف خلال الأسبوع الأخير قبل وفاتها، أخبرتني بعودتها إلى الجزائر يوم الاثنين، وكأنها أحست بقرب أجلها، وفعلا صادف ذلك اليوم بالذات، نقل جثمانها إلى أرض الوطن».و أضافت طالبي: «مديرية الثقافة لتيزي وزو هي الوحيدة التي تتذكر الفنانين قبل وفاتهم و تكرّمهم أحياء، حيث سبق لفتيحة بربار وغيرها أن كرّموا بهذه المنطقة» من جهتها أبدت الفنانة عايدة كشود حزنا عميقا لوفاة فتيحة بلال ،الاسم الحقيقي لفتيحة بربار ،و قالت: «إن غياب هذه المرأة يعد خسارة تتكبدها الساحة الفنية والثقافية». وهو ما ذهب إليه الفنانين بهية راشدي وعبد الحميد رابية اللذين أكدا بأنّ المرحومة فتيحة بربار من أروع الممثلات ،وهبها الخالق نعمة الصبر والحنان ،و كانت حساسة جدا و متواضعة و محبوبة من الكثيرين .سبق لها وأن تألقت في عدة أعمال ركحية لأبي الفنون وقدمت للفن الكثير حتى آخر نفس لها. كما أثني هؤلاء على أعمال عميد الكوميديين الجزائريين أحمد عياد، وهو الاسم الحقيقي لرويشد ،صاحب الابتسامة العريضة ،والوجه البشوش بامتياز. ورغم مرور 16 عاما عن رحيله، عبّر جلّهم عن مدى حزنهم وتأثرهم لفقدانه، واتفقوا على أنّ الراحل كان شعلة أنارت درب الكثيرين منهم، وانطفأت تاركة بصمة ستظل خالدة في مسار الفن الجزائري، وقال مصطفى عياد ،نجل رويشد، بأن والده كان يحبّ كثيرا التعامل مع المرحومة فتيحة بربار، لأنها ممثلة ذكية جدا والوحيدة التي تعرف نقاط ضعفه.