جمعية راشدة تكون أول دفعة من المرافقات المؤهلات للتكفل بالمسنين تجسد حاليا جمعية راشدة فرع قسنطينة، أول مشروع من نوعه ببلادنا،و يتمثل في تكوين أول دفعة من «مرافقات حياة» مؤهلات للتكفل بالمسنين ببيوتهم، و يتواجدن حاليا بمركز المسنين بحامة بوزيان، من أجل دعم معارفهن النظرية بالتدريب و التربص الميداني، و يرافقهن و يدعمهن بعد التخرج طاقم راشدة من أجل الإدماج المهني. مليكة شطوح أشادت في لقائها بالنصر،بالجهود التي تبذلها مديرية النشاط الاجتماعي و التضامن من أجل دعم الشراكة بينها و بين راشدة في المشاريع الخاصة بالتنمية الاقتصادية للنساء و تحقيق استقلاليتهن المادية ، و من بينها مشروع تكوين مرافقات حياة المسنين ،حيث أنها خصصت للطالبات في هذا التخصص الجديد بقسنطينة و بالجزائر ككل ،منحة شهرية و رخصت لهن التدرب على المهام المنوطة بهن ،بمركز المسنين التابع لها. كما أشادت بالشراكة المثمرة بين الجمعية و منظمة الهلال الأحمر الجزائري، مكتب قسنطينة التي كلفت مجموعة من خبرائها في مختلف التخصصات بتكوين مرافقات حياة المسنين ، مشيرة إلى أن راشدة تصبو لتكوين دفعات أخرى إذا وجدت شركاء آخرين. من جهتها رئيسة هذا المشروع ،الأستاذة المحامية لدى المحكمة العليا و مجلس الدولة، فوزية بلحوت سلطاني، أوضحت بأن الكثير من العائلات اشتكت لطاقم الجمعية من عدم عثورها على شخص مؤهل يمكن أن تثق به و تعتمد عليه ، أثناء غياب أفرادها للدراسة أو العمل ،في التكفل بالاحتياجات الأساسية لأب أو أم مسنة و مريضة ،عاجزة عن الاعتماد على نفسها في الحركة و التنقل و تناول الأدوية و الطعام و الشراب و نظافتها اليومية إلى جانب حاجتها الماسة للمرافقة و المؤانسة و الحماية في غياب أفراد عائلتها . و الملاحظ أنه لا توجد هيئة أو مؤسسة ببلادنا لحد اليوم ، تتكفل بتكوين مرافقات حياة للمسنين تراعي خصائص هذه الفئة الهشة، و احتياجاتها النفسية و الاجتماعية و الصحية ،كما أكدت محدثتنا،بالرغم من تزايد أعداد هذه الشريحة و تعرضها لمختلف أمراض الشيخوخة و من بينها الألزهايمر، أي خرف الشيخوخة الذي لا يؤثر في ذاكرة و قدرات المريض العقلية فقط ، بل يهز أركان أسرته و يربك حياتها ككل ،لأنه بحاجة إلى التكفل و المراقبة المستمرة تجنبا لما لا يحمد عقباه. المحامية أضافت بأن هذا المشروع يندرج ضمن برنامج الجمعية الرامي لمساعدة النساء في وضعيات صعبة من أجل التكوين و الإدماج المهني لتحقيق الاستقلالية المادية، و قد شرعت راشدة في تجسيده بالشراكة مع مديرية النشاط الاجتماعي و التضامن و الهلال الأحمر الجزائري. و أشارت محدثتنا إلى أن الجمعية واجهت في السنة الفارطة صعوبات في ما يخص دفع إيجار مقرها القديم بنهج مريم بوعتورة ، فاضطرت لإخلائه، ما جعلها تضطر لتعليق نشاطاتها طيلة ستة أشهر. و لم تتمكن من تأجيره مجددا إلا في شهر ماي 2014. و قد اقترحت عندئذ راشدة ،كما أكدت الأستاذة بلحوت، مشروع تكوين مرافقات حياة المسنين على المؤسسة الفرنسية، فوافقت على تمويل جزء منه ، و تكفلت الجمعية بتوفير ما تبقى من الميزانية .و بعد الحصول على رخصة من السلطات المحلية شرعت في التحضيرات اللازمة، مشيرة إلى أنه موجه للفتيات و السيدات اللائي تتراوح أعمارهن بين 19 و 45 عاما ،بعد إخضاعهن لاختبارات من قبل لجنة متخصصة. و اختارت اللجنة 12 فتاة و امرأة تتوفرن على الشروط المطلوبة و في مقدمتها المستوى التعليمي المتوسط و اللياقة البدنية و الحافز القوي للعمل و روح التضامن و الرحمة و الإنسانية ، لكن 5 منهن انسحبن لأسباب شخصية، كما قالت محدثتنا. و أضافت بأن التكوين في سبتمبر 2014على يد خبراء في الإسعاف من الهلال الأحمر و شمل عدة مواد وهي طب الشيخوخة و علم النفس و علم الاجتماع و التغذية و النظافة و القانون و حقوق المريض و الإعلام الآلي، إلى جانب التكوين في كيفية إنشاء مؤسسة مصغرة و المحاسبة. و بعد التكوين النظري تم توجيه الطالبات السبع، لإثراء معلوماتهن بالجوانب التطبيقية و التدريب في دار المسنين بحامة بوزيان، رفقة ثلاثة مؤطرين،على أن ينجزن مذكرة تخرج و ينهين فترة التكوين بشقيه في 22أفريل الجاري. و شرحت رئيسة المشروع بأن المتخرجات سيستفدن من مرافقة و دعم الجمعية من أجل الإدماج المهني، فبإمكانهن فتح مؤسسة مصغرة أو العمل لدى الخواص. محدثتنا أكدت بأن عددا كبيرا من الراغبات في التكوين في هذا المجال، تقدمن إلى الجمعية، كما استقبلت الكثير من أسر الأشخاص المسنين الذين يحتاجون لخدماتهن،و تأسفت لأن لا يمكنها تلبية كل الاحتياجات حاليا و تتمنى إيجاد شركاء و ممولين لتكوين دفعات أخرى ،بإمكانها إنقاذ و مساعدة مئات المسنين الذين لا يستطيع ذويهم التكفل بهم صحيا و نفسيا و اجتماعيا بشكل مستمر، نظرا لالتزاماتهم المهنية المتعددة. الملفت أن ما يزيد من معاناة المسنين ببلادنا، عدم توفر طب الشيخوخة الذي يعنى بكافة المشاكل الصحية لهذه الفئة ، بدل نقلهم بين العيادات و المستشفيات لإجراء فحوص تشمل مختلف الأمراض التي يعانون منها .وما يزيد الطين بلة رفض الكثير من الأطباء التنقل إلى بيوت المسنين لفحصهم و متابعتهم ،و هذه العناصر تزيد من أهمية تأهيل مرافقات الحياة الاجتماعية للمسنين في بيوتهم.