معاق حركيا يشرف على توزيع 1500 كرسي متحرك على معوزين لم تمنع الإعاقة الحركية التي يعاني منها إلياس حمداني بنسبة 100 بالمائة من ممارسة العمل الخيري،و المساهمة في عدة أنشطة لفائدة العائلات المعوزة وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أشرف إلياس البالغ من العمر 43 سنة، و المقيم بمركز حلوية ببلدية الصومعة بولاية البليدة ،على توزيع 1500 كرسي متحرك على معاقين من العائلات المعوزة ،وذلك بالتنسيق مع أحد المحسنين الذي تبرع بالكراسي المتحركة. إلياس الذي كان يعمل ككهربائي سيارات، قبل تعرضه لحادث أوضح للنصر، بأنه زار 32 ولاية من الوطن و وزع كراس متحركة على المعاقين، و يشعر بالارتياح و السعادة عندما يتوسط لهذه الشريحة من المجتمع من أجل الحصول على هذه الكراسي التي تمكنهم من الحركة و التنقل على متنها لقضاء حوائجهم، بدل البقاء طريحي الفراش أو في مكان واحد في قبضة القلق و الملل و الألم و التبعية التامة للآخرين. قصة إلياس مع الإعاقة بدأت في سنة 1991، عندما تعرض لحادث سقوط من فوق شجرة، فكلفه ذلك إعاقة جسدية كاملة ، و أضاف بأنه مكث في المستشفى ستة أشهر، و أثناء تواجده فوق سرير المرض كان يفكر في العمل الخيري، ويؤكد بأنه اختار هذا النشاط حتى لا يعاني من الفراغ الروحي و يرفع بذلك معنوياته بعد تعرضه للحادث. أول شيء فكر فيه كما أكد هو تأسيس جمعية محلية ببلدية الصومعة تهتم بالمعاقين والأعمال الخيرية، و أول نشاط قام به هو مشاركته في حملة للتبرع بالدم. للأسف الجمعية لم يكتب لها النجاح، فتوجه بعدها إلى فيدرالية ذوي الاحتياجات الخاصة بالجزائر العاصمة، و انخرط فيها و قام بعدة أعمال خيرية من خلال زيارة دور العجزة والمعاقين في المناطق النائية والجبلية. عن نشاطه في مجال توزيع الكراسي المتحركة،يقول إلياس بأنه تعرف على أحد المحسنين بالولاية، فمنحه كرسيا متحركا،لكنه فضل تسليمه لمعاق آخر من عائلة معوزة،وهنا توطدت العلاقة بينه وبين هذا المحسن،و شاركه نشاطه الخيري. هذا المحسن يقوم بدعمه بالكراسي المتحركة، و يقوم إلياس بتوزيعها على المعاقين المعوزين ،وأصبح بذلك وسيطا بين هذا المحسن والمعاقين. أمام هذه الثقة بينه وبين المحسن تحول إلياس إلى سفير المعاقين حركيا، حيث يجوب كل الولايات و يزور دور العجزة والمستشفيات والمناطق النائية، وكلما يتعرف على شخص معاق بحاجة إلى كرسي متحرك يتصل بهذا المحسن الذي يمنحه الكرسي و يسلمه بدوره إلى المحتاج. أصبحت بذلك لإلياس شبكة علاقات اجتماعية واسعة، فكل من يتعرف على معاق حركيا بحاجة إلى كرسي متحرك يتصل به ، و يتوسط معه لدى المحسن ليحصل على الكرسي، ووصل عدد الكراسي المتحركة التي أشرف إلياس على توزيعها إلى 1500 كرسي، و أكد بأن هذا العمل الخيري رفع من معنوياته و عوض به ما خسره بسبب الإعاقة. إلياس يناشد كافة المعاقين بالانخراط في مثل هذه الأعمال الخيرية والنشاطات الجمعوية من أجل رفع معنوياتهم وعدم التركيز على الإعاقة، مضيفا بأن هذه الإعاقة لم تكن يوما بالنسبة إليه عائقا في حركته، بل كانت حافزا له لاقتحام العمل الخيري.