يعد العمل الخيري سمة من سمات المجتمع الجزائري حيث ان هناك العديد من الجمعيات والمجموعات الخيرية تحرص على مساعدة المحتاجين والفقراء وهذا ما تعمل عليه مجموعة ناس الخير الغنية عن التعريف، والتي استطاعت في غضون سنوات قليلة، أن تتوسع عبر جل مناطق الوطن وأن تنشر العمل الخيري التطوعي. ومن بين الفروع الناشطة للمجموعة، فرع ولاية أدرار الذي يعمل على نشر ثقافة العمل الخيري، التطوعي وإدخال البسمة على وجوه الكثير من المحرومين خاصة الأطفال الفقراء والأيتام، وللتعرف أكثر على نشاطات المجموعة وأعمالها التي شملت دوائر وبلديات أدرار، حاورت السياسي مسؤول المجموعة إلياس بلقادر، الذي أكد على ضرورة تضافر جهود الكل من أجل مساعدة المحتاجين ورفع الغبن عنهم. متى تأسّست مجموعة ناس الخير بأدرار؟ - مجموعة ناس الخير بأدرار، مجموعة شبابية تهدف الى نشر القيم والمبادئ الإنسانية وإعادة إحياء روح التضامن بين أفراد المجتمع في وقت أصبحنا فيه نتناسى أولئك الذين هم بحاجة الى المساعدة، بحاجة الى الرعاية على مستوى ولاية أدرار، حيث اعتزمنا نحن مجموعة من شباب ولاية أدرار على إنشاء مجموعة خيرية تعمل على مساعدة الفئات المحرومة والمحتاجة، وكانت بداية عملنا في العاشر من أكتوبر 2012 وبدأت نشاطاتنا تتوسع وعددنا يزيد من يوم لآخر حتى وصلنا اليوم الى 40 عضوا منخرطا يخصصون من وقتهم لمساعدة المحتاجين والمعوزين وخدمتهم. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - أول نشاط افتتحنا به عملنا كان زيارة المرضى بمستشفى الولاية، حيث قمنا بزيارة بعض أقسام المشفى وقمنا بعدة نشاطات ترفيهية لفائدة المرضى، كما قمنا بتوزيع الهدايا عليهم والوقوف على ما يحتاجونه، وبعدها، أصبحنا نقوم بهده الزيارة كل شهرين تحت شعار طهور إن شاء الله أين يقوم اعضاء المجموعة بحلاقة شعر المرضى وتنظيف ملابسهم ومساعدتهم على توفير الدواء كما نبلغ نداءاتهم في حال احتياجهم لدواء خارج الوطن ولمساعدات مالية للعلاج وبعدها، ولهذا الغرض، أنشأنا صيدلية ناس الخير حيث نقوم بجمع الادوية التي يحتاجها المرضى المعوزون خاصة النادرة وباهضة الثمن وتوزيعها عليهم كما ننظم في كل مرة حملات التبرع بالدم آخرها كانت قبل أيام استجابة لنداء مستشفى المدينة لحاجته الماسة للدم، والحمد لله، استطعنا توفير كمية معتبرة من الدم لفائدة المرضى وقمنا خلال حملة التبرع بالدم بتنظيم معرض حول العمل الخيري أين استضفنا مجموعة من الجمعيات وطرحت كل جمعية نشاطاتها وأعمالها واستفدنا من خبراتهم وتجاربهم كما نقوم بزيارات دورية الى دار العجزة والمسنين بأدرار. على غرار ما سبق ذكره، هل من نشاطات أخرى تذكر؟ - كما نقوم كل مرة بعملية تنظيف المساجد بالإضافة الى تغليف المصاحف، حيث كنا قد أطلقنا مشروع مليون غلاف وقمنا بتغليف 1500 مصحف على مستوى 900 مسجد بالولاية في غضون سنة كاملة، وقمنا خلال الدخول المدرسي بتوزيع مجموعة من الحقائب المدرسية على الأطفال الايتام خلال حفل بهيج أقيم لهم، كما قمنا خلال عيد الأضحى المبارك بجمع عشرة أضاحي وتوزيعها على عائلات الأطفال الأيتام. وماذا عن برنامجكم الشتوي لهذه السنة؟ - ككل سنة، نقوم في فصل الشتاء بتوزيع وجبات ساخنة ومساعدات على المتشردين الذين يبيتون في الشارع من اجل تخفيف عنهم برودة الجو وعلى غرار هذا نقوم بحملات تحسيسية آخرها كانت حول حوادث المرور كما قمنا بعملية تنظيف وتشجير الأحياء السكنية وشوارع المنطقة وقد قمنا بمشروع لفائدة الطلبة يعد الأول من نوعه في الولاية ويتمثل في تقديم دروس الدعم للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان البكالوريا في إحدى ثانويات أدرار. إلى ما تهدفون من وراء هذه النشاطات؟ - الهدف الأساسي من وراء مختلف النشاطات التي نقوم بها هو مساعدة الناس وان نكون واسطة بين فاعل الخير والمحتاج وان نعمم العمل الخيري ونوسعه حتى نرضي بذلك المولى، عزّ وجل، ونكون امة واحدة ويحس الأخ بأخيه المسلم. من أين تتلقى المجموعة دعمها المالي؟ - نحن لا نتلقى اي دعم رسمي من اي جهة وبالنسبة لتسيير مشاريعنا، فإننا نعتمد على مساهمات الأعضاء وتبرعات المحسنين التي تكون عينة وليست مادية حيث أننا نطلق المشروع ونعلن عنه عبر صفحتنا في موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك ويقوم أهل الخير بمساعدتنا، والحمد لله. ما هي المشاكل التي تعاني منها المجموعة؟ - المشكلة الأولى التي نعاني منها هي غياب المقر وهو الامر الذي يؤثر علينا كثيرا كما ان نقص الدعم المادي والإمكانيات لها تأثير كبير على نشاطاتنا ومشاريعنا حيث نضطر أحيانا الى إلغاء مشروع او تقليصه بسبب عدم توفر الإمكانيات. كيف ترون واقع العمل الخيري في الجنوب؟ - نحن امة مسلمة تربينا على ما أمرنا به الله ورسوله، والحمد لله، فإن الكثير من الناس، خاصة فئة الشباب، يحرصون على مساعدة الغير من خلال العمل الخيري، التطوعي او الدعم المالي وحتى الدعم المعنوي، فالعمل التطوعي في تقدم وتوسع يوما بعد يوم، والحمد لله، فنحن نملك الكفاءات ولكننا لا نملك الإمكانيات. هل من مشاريع تحضّرون لها؟ - نحن الآن بصدد التحضير للبدء في مشروع الدعم المدرسي لفائدة طلاب البكالوريا، كما سنبدأ خلال هذه الأيام بحملة لفائدة المتشردين بتقديم مساعدات متمثلة في وجبات ساخنة وملابس وبعض المستلزمات في انتظار بعض المشاريع التي هي الآن قيد الدراسة. كلمة أخيرة نختم بها؟ - أتوجه بشكري الى جريدة المشوار السياسي على هذا الحوار الذي يعتبر دعما للمجموعة من اجل العمل أكثر، كما أشكر بدوري كل من ساهم معنا من اعضاء ومحسنين، وأتمنى ان نتوسع في عملنا ونستطيع ان نساعد اكبر عدد من المحتاجين. بعون الله.