قضت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي بإدانة الشرطي المنتمي للفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بعين البيضاء المسمى (ص.ح) 48 سنة بعقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 50 مليون سنتيم، بعد أن تمت متابعته بجرم المشاركة في محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار وجنحة التخلي عمدا عن سلاح ناري من الصنف الرابع لفائدة شخص دون سبب شرعي وسلطت هيئة المحكمة العقوبة نفسها في حق صديق الشرطي (ب.ن.د) 31 سنة الذي توبع بتهمتي محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار وجنحة حيازة سلاح ناري من الصنف الرابع دون رخصة، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 15 سنة سجنا للمتهم الثاني و10 سنوات سجنا للشرطي. القضية ترجع إلى تاريخ 8 أكتوبر من السنة الماضية، عندما طلب صديق الشرطي صاحب معمل للبلاستيك استفاد منه في إطار الصندوق الوطني للتأمين على البطالة "كناك"، من والدته التوجه لمنزل الفتاة (ع.أ) المتواجد بحي بركاني وسط مسكيانة لخطبتها من أهلها، غير أن والدة المتهم عادت خاوية الوفاض بقرار رفض تزويج ابنها لفتاة أحلامه. المتهم طلب من صديقه حافظ شرطة الذي لم تعد تفصله عن التقاعد سوى سنتين، والعامل بالفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بعين البيضاء مسدسه الناري، ليمنحه الشرطي ومن دون تردد مسدسه الآلي من نوع "بيريطا" من عيار 9 ملم وبه ذخيرة حية، ليتوجه صديقه الشاب على متن سيارة "فرود" باتجاه منزل الفتاة ويطلق 3 أعيرة نارية، أحدها كاد أن يستقر بجسد شقيقة الفتاة المخطوبة المسماة (ع.ل) التي سارعت لتغلق باب المنزل. صديق الشرطي فر مسرعا نحو وجهة مجهولة، غير أن تحريات رجال الشرطة القضائية بأمن دائرة مسكيانة خلصت إلى تحديد هويته، والذي اتضح بأنه مسبوق قضائيا في قضيتي اعتداء على الأصول وسرقة، ليتم توقيفه أين صرح بأن المسدس يرجع لصديقه الشرطي، هذا الأخير الذي تم توقيفه هو الآخر وبعد معاينة الأظرفة الفارغة للرصاصات التي عثر عليها في محيط سكن العائلة، بأنها انطلقت من مسدسه الناري. المتهمان أنكرا خلال جميع مجريات التحقيق جرم محاولة القتل، فالمتهم الذي أطلق الرصاصات كشف بأنه أطلقها في الهواء الطلق ليخوف أهل الفتاة غير أن ارتدادها جعلها تستقر في مدخل سكن العائلة، فيما أنكر الشرطي جملة علمه بنية صديقه الذي طلب منه المسدس للتباهي به أمام صديقته، ولم يعلم أصلا بتوجهه لإطلاق أعيرة نارية على سكنها.