كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أمس خلال نزوله ضيفا على برنامج منتدى الإذاعة، الذي بثته القناة الأولى استثناء من قسنطينة ، عن إجراء خاص تعلق بمراجعة الأعباء المالية لكافة المهرجانات الثقافية التي تحتضنها الجزائر كل سنة، بما في ذلك المهرجانات الوطنية و العربية، بهدف ترشيد الإنفاق و تخفيض الأعباء المالية الكبيرة المترتبة عن هذه المناسبات. و يأتي الإجراء تكريسا لرؤية إدارية جديدة تقوم على تعزيز المنفعة الاقتصادية لقطاع الثقافة، و مراجعة الأعباء الثقيلة لمختلف فعالياته، و ذلك تمهيدا لخلق نمط جديد قائم على الاستثمار في الثقافة لتحقيق التنمية و المردودية، اقتداء بتجربة دول أخرى كالهند و نيجيريا اللتين قال بأنهما استطاعتا بناء قوة اقتصادية و ثقافية قوامها الأفلام السينمائية. الوزير تطرق خلال حديثه أيضا، إلى ضرورة إعطاء أهمية أكبر للنصوص الأدبية الجزائرية ، خلال امتحانات و مسابقات التربية، من خلال إدراجها كمادة للامتحان، و ذلك بغية رفع مستوى ثقافة التلميذ و الطالب و تعريفه أكثر بالأديب و المبدع الجزائري، مقترحا تحويل النصوص السينمائية هي الأخرى، إلى مادة أدبية قابلة للتدريس،كسيناريو فيلم "وقائع سنوات الجمر"، و الابتعاد عن التركيز على النصوص الشعرية و الأدبية العربية، التي ظلت الخيار الوحيد طيلة سنوات. كما أضاف بذات الشأن، بأنه سيعمل على تفعيل الاتفاقية المبرمة بين وزارتي الثقافة و التربية الوطنيتين لتعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية و التعليمية، في مختلف المجالات بهدف خلق حركية ثقافية أكبر، و الاعتماد أكثر على المنتوج الثقافي والفني الوطني، تكريسا للهوية الثقافية الجزائرية و تثمينا لعطاء مبدعيها، وفنانيها ، مشيرا في سياق منفصل إلى إن عدد الفنانين الجزائريين الذين استفادوا من ترتيبات قانون الضمان الاجتماعي وصل إلى 1500 فنان إلى غاية الآن. من جهة ثانية، أعلن المسؤول بأن الإفراج عن قانون الكتاب ، سيكون في غضون الأسبوع القادم ،حيث من المقرر أن يصادق مجلس الأمة على النص التنظيمي للمشروع الذي تأخر لحوالي ثلاث سنوات، و الذي من المقرر أن يقدم الكثير للمثقف الجزائري، موضحا في ذات السياق، بأن وزارة الثقافة قررت تعديل إجراءات التعامل مع الناشرين الراغبين في المشاركة في إثراء برامج التظاهرات الثقافية بما في ذلك تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث ستعتمد على معايير صارمة تضمن التأكد من مصداقية الناشر و حسن نيته، قبل إدراج ملفه ضمن قائمة المشاركين في أي حدث، وذلك لقطع الطريق أمام الوسطاء و الدخلاء على هذا المجال و منح الأولوية للناشرين الجادين و أصحاب المشاريع البناءة. و خلال حديثه عن عاصمة الثقافة العربية ، أكد عز الدين ميهوبي بأن الحدث بمثابة إلتزام دولة ، ستعمل الوزارة بالتنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة على إنجاحه، من خلال رفع سقف الفعاليات الثقافية و تعزيز برنامج النشاطات و توسيع رقعة تأثيرها، بما يسمح بإدماج المواطن بشكل أكبر، مشيرا إلى أن العديد من الفعاليات الثقافية الوطنية ستنقل إلى قسنطينة لإعطائها بعد عربي و صدى إعلامي أكبر.