أسعار الأسمنت تقفز إلى 1000 دينار للكيس بقسنطينة ارتفعت أسعار مادة الإسمنت بقسنطينة ووصلت إلى مستويات قياسية لم تبلغها من قبل، حيث بلغ ثمن الكيس الواحد 1000 دينار في السوق السوداء، في وقت لا تزال فيه الندرة قائمة على الرغم من استئناف مصنع الحامة لعملية الإنتاج. وفي جولة استطلاعية قادت النصر إلى مختلف المناطق غير النظامية المعروفة ببيع الإسمنت، وقفنا على وجود ندرة كبيرة في مادة الإسمنت المنتجة من طرف مصنع الحامة المعروفة بجودتها وكثرة الطلب عليها لاسيما في هذا التوقيت من العام، حيث ذكر لنا تجار بأن اسمنت مصنع الحامة لا أثر له في السوق لكن بإمكانهم توفيره بمبلغ يقدر ب 1000 دينار للكيس دون احتساب تكاليف النقل، لنتجه بعد ذلك إلى نقطة البيع النظامية بمنطقة الجذور والتي تقع بمحاذاتها سوق سوداء، أين وقفنا على انعدام تام للمادة، نظرا لنفاذ المخزون منذ أكثر من أسبوعين حسب ما أفاد به وسطاء وجدناهم بمحاذاة النقطة. فوجئنا لدى اتجاهنا نحو المحلات النظامية لبيع الإسمنت بارتفاع أسعارها هي الأخرى على غرار ما هو حاصل في السوق السوداء، إذ وصل ثمنها إلى 900 دينار، بالنسبة لإسمنت مصنع الحامة و750 دينار بالنسبة لمصنع «لافارج» بالمسيلة، في حين تراوحت تلك المستوردة من تونس ما بين 650 و700 دينار، حيث ذكر لنا جل تجار مواد البناء الذين التقينا بهم، بأن الارتفاع ناجم بالأساس عن توقف مصنع حامة بوزيان عن العمل منذ أزيد من شهر ونصف وتعطل مصنع الماء الأبيض لأسباب يجهلونها منذ أكثر من أسبوع، بالإضافة إلى كثرة الطلب على المادة في فصل الصيف، حيث يتعمد الوسطاء والمضاربون خلق ندرة من أجل التحكم في الأسعار وبيعها بأثمان باهظة. و فسر من اقتربنا منهم ارتفاع أسعار الإسمنت المحلي على الرغم من وجود بدائل أخرى ، بأن الإسمنت المستورد من الدول الأجنبية على غرار البرتغال وأسبانيا و تونس، رديء مقارنة بما ينتج محليا، مضيفين أن الطريقة التي يتم بها تسويق المادة، متحكم فيها من طرف مضاربين ووسطاء وجهات نافذة في أوساط المقاولين، الذين فرضوا منطقهم على السوق دون أي رادع أو رقيب على حد قولهم. وأوضح مصدر مسؤول من داخل المديرية العامة لمجمع إسمنت الحامة، بأن المصنع استأنف عملية الإنتاج منذ أزيد من أسبوع لكن ليس بالمستوى المطلوب نظرا لتوقفه لفترة تزيد عن أكثر من شهر، من أجل إخضاعه لعملية صيانة دورية، مؤكدا بأن المصنع سوف ينتج أزيد من 10 آلاف طن مع نهاية الأسبوع، من أجل تسويقها بداية الأسبوع المقبل، أين ستنطلق عملية تسويق المنتوج والقضاء على الندرة الحاصلة، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية اليومية ستفوق 4000 طن يوميا ما من شأنه أن يضبط أسعار السوق على حد ذكره. جدير بالذكر فإن السعر المحدد للإسمنت من طرف المجمع لا يتجاوز 370 دينار ، كما أنه وفر أزيد من 47 ألف طن من الاسمنت للزبائن، و ذلك كمخزون احتياطي تفاديا لحدوث أية ندرة خلال مرحلة توقف الإنتاج، غير أن الكمية نفذت.