سليمان كان مناهضا للتوريث واتصل بالمقاومة العراقية كشفت بعض الوثائق الدبلوماسية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس أن نائب رئيس الجمهورية المصري عمر سليمان المؤيد من إدارة أوباما بوصفه عنصرا أساسيا لتحول سياسي منتظم، هو حليف قديم لواشنطن التي وصفه دبلوماسيوها كثيرا بأنه مستشار الرئيس حسني مبارك. وتشير ذات الوثائق إلى أن سليمان الذي كان يترأس جهاز المخابرات العامة المصري أنه مفتاح العلاقات الثنائية. كما تصفه بأنه رجل "محل ثقة كاملة لمبارك" وأن سفيرة أمريكا الحالية في مصر مارغريت سكوبي التي أوصت به قالت عنه إنه "عملي ويمتلك عقلا تحليليا جبارا". وأشارت ذات البرقيات إلى أساليب عمل عمر سليمان وكيف كان يتعاطي مع مختلف جوانب السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، بما في ذلك المفاوضات حول النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين وحرب العراق واحتواء النفوذ الإيراني، مبرزة في هذا السياق، أنه يتصرف بتوافق مع المصالح الأمريكية.وتشير إحدى البرقيات التي نشرتها ''فايننشال تايمز'' إلى أن سليمان يعتبر أن ''طهران خطر كبير على مصر" وأن إيران "كانت تدعم الجهاد وتفسد السلام وساندت في الماضي المتطرفين في مصر''. كما يعتبر أن تقديم إيران لأي مساندة للإخوان المسلمين سيجعلها عدوة لمصر''. وذكرت ويكيليكس في إحدى برقياتها أن عمر سليمان قد شعر باستياء شديد عندما أخلف الرئيس مبارك وعدا سابقا بمنحه منصب نائب الرئيس، فيما سجلت في برقية أخرى استنكار سليمان لفكرة توريث السلطة وأن يكون جمال مبارك رئيسا. وقالت الفاينانشل تايمز استنادا إلى ذات المصدر أن سليمان كثيرا ما أكد على التهديد الذي تشكله جماعة الإخوان المسلمين، مضيفة أن هذا الجدال لم يؤثر دائما في الدبلوماسيين الأمريكيين. وجاء في برقية كتبها فرانسيس ريتشياردون، السفير الأميركي آنذاك، في نوفمبر 2005، أن "المصريين لديهم تاريخ طويل في تهديدنا ببعبع الإخوان المسلمين"، مضيفا أن "أفضل طريقة لمجابهة سياسة الإسلاميين الضيقة الأفق هي بفتح النظام". كما تكشف البرقيات أن سليمان قد فوض خطوات ''وحشية'' لمنع المهاجرين الأفارقة من دخول شبه جزيرة سيناء في طريقهم إلى إسرائيل ونقل عنه في إحدى البرقيات قوله إنه يمنع "كل السود من دخول سيناء حتى لو كانوا سياحا". وتبين البرقيات أيضا أن نفوذ سليمان في أكثر مشاكل الشرق الأوسط تعقيدا امتد إلى التمرد الداخلي في العراق وأنه أثناء اجتماع في أفريل 2005 مع دبلوماسي أمريكي قال سليمان إن جهازه كان على اتصال بالمقاومة السنية في العراق "وكان مستعدا لتعميق هذه الاتصالات إذا ما اتفقت الحكومة الأمريكية معه في الرأي". وأوردت برقية أخرى أن سوزان مبارك زوجة الرئيس كانت مؤيدة شديدة الحماس لتوريث الحكم لإبنها جمال.وبهذا الصدد ذكرت برقية مؤرخة في أفريل 2006 أن سلطة ونفوذ السيدة سوزان كانا مفتاحين لبقاء جمال باعتباره المرشح الرئاسي، وأنه ''في تصميمها على تمهيد الطريق لإبنها منعت سوزان زوجها من تعيين نائب للرئيس كان من المرجح أن يكون سليمان''.