أوبيرا "التينور" تصاحب الموسيقى السيمفونية بقسنطينة قدمت سهرة أول أمس السيمفونية الوطنية الجزائرية أروع المقطوعات الموسيقية العالمية في جو أوبيرالي جميل صنعه الثلاثي العربي المعروف باسم "التينور" والمكون من مغني تونسي و مصري و مغربي، وذلك بالمسرح الجهوي بقسنطينة، ضمن فعاليات الطبعة السابعة من المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، والذي استقدمت عروضه الدولية لمدينة الجسور المعلقة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. السيمفونية الوطنية التي أدت أشهر المقاطع الموسيقية العالمية لأكبر الفنانين على غرار فردي، بوشيني، كما أدى العازفون السيمفونية الرابعة التي تعدّ أصعب وأجمل سيمفونية في الوقت نفسه للعالمي تشايكوفيسكي،حيث رافقتها أصوات أوبيرالية لفرقة التينور المكونة من رجاء الدين من مصر وحمادي الآغا من تونس، إضافة إلى يانيس بن عبد الله من المغرب. وقد أبدع هذا الثلاثي بأداء النشيد الجزائري "عليك مني سلام" على الطريقة الأوبيرالية وهو ما كان مفاجأة الحفل بامتياز. وأمتعت الأوركسترا السيمفونية الجزائرية الجمهور القسنطيني الذي كان عدده قليلا من خلال إعادة عشرة مقطوعات عالمية، تعتبر من أجمل ما أداه الموسيقيون الكبار وهي: معزوفة كارمن للموسيقار بيزي، رقصة تارانتيل لروسيني، بوتشيني في توسكا من أداء التينور التونسي حمادي الآغا، كورتيس ومعزوفته: تورنا آسوريانتو، فيردي في ريغوليتو: كويستا أو كويلا، من أداء التينور المصري رجاء الدين، دي كابوا ومعزوفته الشهيرة "أو صولي ميّو"، بزي ثانية في "الوردة التي ألقيتها لي" من أداء التينور المغربي يانيس بن عبد الله، قم فيردي ثانية في رييغوليتو لا دونا إي موبيلي، قم ترافياتا برينديسي، ليبيامو. وشهدت الطبعة السابعة للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية توأمة بين محافظة المهرجان في العاصمة ومحافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، حيث ستقوم العديد من البلدان المشاركة في المهرجان بتنشيط سهرات بقسنطينة، حيث سيستمتع سكان مدينة الجسور المعلقة بعروض عالمية لسمفونيات معروفة تؤديها فرق قادمة من روسيا، المكسيك، مصر، سوريا والصين. المايسترو أمين قويدر، أوضح بأن المستوى الفني للسهرة كان عاليا جدا ،إذ أدى المشاركون أصعب المقطوعات الموسيقية العالمية، تأتي في مقدمتها السيمفونية الرابعة لتشايكوفسكي والتي تعد من أصعب ما قدمه الفنان، وهو يمثل تحديا للأوركسترا السيمفونية الجزائرية. واعتبر أمين قويدر بأن مشاركة الثلاثي "تينور" من المغرب وتونس ومصر، يدل على التطور الحاصل في الموسيقى العربية وعلى احترافية الدول العربية في تقديم أجمل وأصعب السمفونيات. مغني الأوبرا رجاء الدين أحمد من مصر ،أوضح من جهته بأن هناك تجارب كثيرة في دمج عروض الموسيقى السيمفونية مع الغناء الأوبيرالي في الوطن العربي ، رغم أن الغناء الأوبيرالي أوروبي بالدرجة الأولى، لكنه أضحى يأخذ جانبا من الاهتمام في الوطن العربي، إذ أنهم غنوا المقطوعات الأوبيرالية باللغة الايطالية باعتبارها من أقدم الأوبيراتات الموجودة في العالم، فقد كانت محاولة أداء أغنية "عليك مني السلام " بطريقة أوبيرالية تجربة جميلة، مؤكدا بأنه من الصعب بمكان أن تغنى المقطوعات العربية بطريقة أوبيرالية ،وذلك راجع لخصوصية اللغة العربية التي فيها حروف يصعب نطقها أثناء الغناء الأوبيرالي. وأرجع المغني الأوبيرالي حمادي الآغا من تونس، سبب عدم تطور الغناء الأوبيرالي في الوطن العربي لغياب الدعم المالي الكبير لمثل هذه النشاطات، لأنها تتطلب ميزانيات ضخمة. وفي ظل غياب قرار سياسي لتطويرها، بقيت حبيسة، كما أن عدم قدرة شريحة كبيرة من الجمهور على فهم الغناء الأوبيرالي ساهم بشكل كبير في بقاء هذا الفن في الوطن العربي حبيس طبقات اجتماعية معينة تعرف بالنخب.