أعلنت جبهة القوى الاشتراكية أمس عن انضمامها إلى دعوة عبد الحميد مهري لعقد مؤتمر وطني جامع يتولى رسم إرساء دعائم الحكم الديمقراطي واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإخراج البلاد من الازمة نهائيا. و قال بيان للحزب صدر أمس أن رئيس الحزب حسين آيت أحمد اتصل هاتفيا بعبد الحميد مهري و ابلغه بأهمية مساهمته الصادرة الأسبوع الماضي واعتبرها "مبادرة قوية وملائمة". كما ابلغ ايت احمد البالغ من العمر 85 سنة مهري بأنه لم يفاجأ لوجود تقارب أساسي في التحليل السياسي لوضعية البلاد بينهما.وقال له "لقد درست بتمعن خاص اقتراحاتك العملية واني أرى فيها الوسيلة المناسبة لكي يصبح ممكنا مرة أخرى الالتزام المدني للجزائريات و الجزائريين. مضيفا "أن الممارسة الفعلية للمواطنة ستسمح بالتجنيد الوطني لشعبنا". مؤكدا انه يقاسمه نفس الأمل لتكون الذكرى الخمسين للاستقلال فرصة جديدة للشعب الجزائري كي يكون معتزا بماضيه ومطمئنا على مستقبله. وخلص زعيم الاففاس إلى القول "أننا نعمل في الحزب على دفع هذه الوثبة الجديدة التي نحن في حاجة إليها". و لا يعد موقف آيت احمد مفاجئا بتنبي المبادرة الصادرة عن الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني وزميله في الحكومة المؤقتة وحليفه في عقد روما الموقع في 1995، ويعتقد انه تكتيك للترويج للمبادرة التي أطلقها مهري وقوبلت باهتمام إعلامي واسع لكن لم يعلن عن تبنيها سوى جبهة القوى الاشتراكية حتى الآن في ظل تراكم المبادرات. و ينسق مهري منذ التسعينات مبادرات مشتركة مع قيادة الاففاس وساهم رفقة رئيس الحكومة في التسعينات مولود حمروش في 2007 في مبادرة تدعو السلطات إلى فتح حوار جاد مع كل الأطراف والأحزاب السياسية دون إقصاء وتعزيز دور مؤسسات الدولة وتكريس الممارسة الديمقراطية وفتح الفضاء الإعلامي وتشديد آليات الرقابة على المال العام ومكافحة الفساد.كما جددوا استعدادهم للمساهمة في البحث عن أفضل السبل للخروج من الأزمة بكل أبعادها السياسية والأمنية.