أثنى حسين آيت أحمد على الرسالة التي توجه بها الأمين العام الأسبق للأفلان، عبد الحميد مهري، إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بداية هذا الأسبوع، ووصف زعيم الأفافاس مبادرة مهري ب ''القوية والملائمة''، مبديا سعادته الكبيرة لسماعه بالمبادرة التي تقدم بها مهري مشيرا إلى أن موقفه هذا ''لم يفاجئه إطلاقا'' · وحسب بيان رسمي أصدرته أمس الأمانة الوطنية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، فإن آيت أحمد ''اتصل شخصيا عبر مكالمة هاتفية'' بزميله في حزب الشعب والثورة عبد الحميد مهري وأوضح له بأن مبادرته التي ضمنها تحليلا دقيقا للوضع السياسي في البلاد ''يتقارب أساسا مع ما يذهب إليه آيت أحمد في التحليل''، حسب تعبير البيان الذي حصلت ''البلاد'' على نسخة منه· كما أكد زعيم الأفافاس لمهري أنه ''أجرى دراسة متمعنة تمعنا خاصا في الاقتراحات العملية التي قدمها الأستاذ مهري''، مشيرا إلى أنه يرى في ما قدمه مهري ''وسيلة مناسبة حتى يصبح ممكنا الالتزام المدني للجزائريين والجزائريات ''، وأكد آيت أحمد أن ''الممارسة الفعلية للمواطنة ستسمح بالتجنيد الوطني للشعب الجزائري''و في إشارة الى ضرورة زرع الثقة بين الجزائريين وإعادة الاعتبار لمعاني الوطنية والمواطنة· كما ضم آيت أحمد صوته إلى صوت مهري في التعبير عن الدعوة إلى ''تحويل الذكرى الخمسين للاستقلال'' التي ستحل على الجزائر بعد خمسة أشهر إلى منعرج جديد نحو تكريس اعتزاز الشعب الجزائري ''بماضيه واطمئنانه على مستقبله''· وخلص آيت أحمد للتأكيد على أن حزبه ''يعمل في اتجاه'' ما أسماه ''وثبة جديدة'' مرتقبة معتبرا أن الجميع ''في حاجة ماسة إليها''· وفيما رفض طابو التعليق على الرسالة، أكد في اتصال مع ''البلاد'' أن المكالمة الهاتفية التي جرت بين الزعيمين التاريخيين كانت مطولة وأن آيت أحمد لم يعلم برسالة مهري إلا عبر وسائل الإعلام، شأنه شأن كل الجزائريين · وعلى الرغم من الاقتضاب الشديد في بيان الأفافاس حول ما دار بين الرجلين، إلا أن رسالة آيت احمد حملت في طياتها الكثير من المعطيات التي ترقى بالفعل السياسي في الجزائر وهو الموقف الغائب عن معظم أطياف الطبقة السياسية اليوم·